خبير قانوني: لا مانع من زواج شاب "متلازمة داون" إذا ثبتت الأهلية العقلية

تصدرت واقعة بكاء عروس أثناء حفل زفافها، على عريس من ذوي متلازمة داون، محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية، تعاطفا معها.
حفل زفاف عريس من ذوي متلازمة داون
وبدأت القصة عندما تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" صورة الفتاة وعريسها، مطالبين بضرورة التحقيق في الواقعة.
وفي السطور القادمة، ترصد "تفصيلة" الرأي القانوني حول زواج شاب من ذوي متلازمة داون.
قال المستشار القانوني علي عصام الطباخ، إن القانون المصري لا يضع أي عوائق أمام زواج الأشخاص من ذوي متلازمة داون، بشرط توفر الوعي الكافي والإدراك الكامل الذي يُثبت عبر شهادة رسمية من الطب الشرعي تؤكد قدرتهم على التمييز بين الحقوق والواجبات.
وأوضح الطباخ، أن التشريع المصري ينظر إلى الأهلية القانونية، لا إلى الحالة الصحية أو الشكلية، مشيرًا إلى أن المهم في حالات الزواج هو تحقق الإرادة الحرة والقدرة على اتخاذ القرار، بصرف النظر عن أية ظروف خاصة، طالما أثبت الطب الشرعي الأهلية الكاملة.
لكن رغم وضوح القانون، قال الطباخ إن الواقع الاجتماعي مختلف تمامًا؛ فهناك نظرة مجتمعية تُحاصر هذه الفئة بنوع من الوصاية والتشكيك في قدرتهم على الاختيار، ما يجعل خطواتهم نحو الزواج محفوفة بالمخاوف والعراقيل، وكأنهم بحاجة إلى إذن مسبق للفرح.
وأشار إلى أن بعض العائلات تتردد في السماح بزواج أبنائها من ذوي المتلازمة، ليس بسبب القانون، بل بسبب الضغط المجتمعي ونظرة الشفقة التي كثيرًا ما تُخفي تمييزًا غير معلن.

وأكد أن الزواج في مثل هذه الحالات لا يجب أن يُعامل كاستثناء، بل كحق إنساني أصيل، مشددًا على أهمية التوعية المجتمعية بدور ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، وحقهم في تكوين أسر مستقرة مثل غيرهم.
وأضاف أن دور المأذون هنا ليس الرفض أو القبول من تلقاء نفسه، بل التأكد من توفر الشروط القانونية، وعلى رأسها شهادة تثبت الأهلية العقلية، موضحًا أن كل حالة تُدرس على حدة وفقًا لما تقرره الجهات الطبية المختصة.
وأشار إلى أن كثيرًا من ذوي متلازمة داون يمتلكون وعيًا كافيًا وقدرة واضحة على التعبير عن أنفسهم، ومشاعرهم، وقراراتهم، ويستحقون أن يُعاملوا على هذا الأساس، لا بناءً على افتراضات نمطية.
واختتم الطباخ بقوله: "القانون لا يمنع زواجهم، لكن المجتمع بحاجة لأن يُعيد النظر في طريقته بالتعامل مع هذا الحق... فالحب لا يُقاس بدرجة الذكاء، بل بالقدرة على الشعور والاختيار، وهذه نعمة لا تُحرم منها القلوب لمجرد اختلاف".