في ثالث أيام العيد.. ظاهرة غريبة بوسط البلد ؟

شهدت منطقة وسط البلد في ثالث أيام عيد الأضحى المبارك حالة ملحوظة من الهدوء النسبي والسيولة المرورية، حيث خلت شوارعها تقريبًا من المواطنين.
ويعود هذا الهدوء إلى إغلاق العديد من المحال التجارية والمطاعم والمقاهي أبوابها للاحتفال بإجازة العيد، مما ساهم في منح المنطقة طابعًا مختلفًا عن الزحام المعتاد الذي يطبع هذه المنطقة عادة.
فترة الستينيات والسبعينيات
وعند التجول في شوارع وسط البلد خلال هذا اليوم، يمكن للزائر أن يشعر وكأن الزمن قد عاد إلى فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، عندما كانت تتميز هذه المنطقة بالهدواء والجمال المعماري الفريد ولا تزال المنطقة تحتفظ إلى يومنا هذا برونقها الخاص وهويتها العمرانية المميزة، التي تتمثل في المباني والإنشاءات التي تحمل عبق التاريخ وتعكس طابعًا استثنائيًا يجعلها وجهة ذات خصوصية فريدة.
سيطر الهدوء بشكل كبير
وعلى الرغم من أن منطقة وسط البلد، طوال العام، تُعرف بكثافتها السكانية وضجيجها المألوف الناتج عن الحركة الدائمة والأسواق المكتظة، إلا أن هذه الصورة تختلف كثيرًا في ثالث أيام عيد الأضحى.
فقد سيطر الهدوء بشكل كبير على أنحاء هذه المنطقة، لا سيما بالقرب من دور السينما الشهيرة بالمنطقة، والتي بدت شبه خالية من زوارها المعتادين، وهي مشاهد تخالف تمامًا الصورة المزدحمة والحيوية التي وصف بها هذا المكان خلال باقي أيام السنة وأثناء الإجازات الرسمية.
أداء شعائر الأضحية
ويُعود هذا الهدوء إلى طبيعة الأجواء الأسرية لعيد الأضحى المبارك؛ حيث يفضل الكثير من المواطنين قضاء الوقت في المنزل بين أفراد الأسرة، يتشاركون أطباق العيد التقليدية ويتبادلون الزيارات العائلية، بالإضافة إلى ذلك، فإن استمرار العديد من الأسر في أداء شعائر الأضحية التي تمتد عادةً حتى ثالث أيام العيد يعد أحد الأسباب الرئيسية التي تترك الشوارع أكثر هدوءاًـ ويُضاف إلى ذلك ارتفاع درجة الحرارة الذي يدفع المواطنين إلى تأجيل رحلات التنزه إلى ساعات المساء عندما تبدأ حرارة الشمس بالانكسار وأخيرا اقتراب امتحانات الثانوية العامة والتي تعلن خلالها الأسر المصرية الطوارئ.
تجربة ممتعة
ولا شك أن المشي أو التجوال في وسط البلد وسط هذه الأجواء الهادئة يمثل تجربة ممتعة تمنح فرصة للاستمتاع بجمال ميادينها الشهيرة، مثل ميدان التحرير وكورنيش النيل، وهما من الأماكن التي تضم مشاهد غاية في الجمال والجاذبية، تجعل التنزه فيها تجربة استثنائية.
ولكن هذا الهدواء لن يطول كثيرا فمع اقتراب غروب الشمس، تبدأ المنطقة باستعادة حيويتها تدريجيًا، حيث يتوافد المواطنون إلى شوارع وسط البلد للتنزه والاستمتاع بليالي القاهرة الساحرة، فتتحول هذه المنطقة تدريجيًا من مشهد هادئ ومطمئن إلى وجهة نابضة بالحياة في قلب القاهرة الخديوية، التي لطالما كانت شاهدة على عظمة مصر وأصالتها عبر التاريخ.