انهيارات متسارعة وزحف البحر يهددان عروس المتوسط
الإسكندرية تغرق ببطء.. دراسة لـ عصام حجي تكشف الكارثة (فيديو)

عادت التحذيرات العلمية للدكتور عصام حجي، الباحث المصري في وكالة ناسا، إلى الواجهة بعد موجة السيول والعواصف التي ضربت محافظة الإسكندرية مؤخرًا، لتفتح باب التساؤلات حول مصير مدينة تواجه خطر الزوال التدريجي.
في تصريحات علمية موثقة، أكد حجي أن الإسكندرية "تختفي ببطء"، مستندًا إلى دراسات طويلة ومعطيات علمية دقيقة رصدت تآكل الساحل، وضعف البنية الجيولوجية، وتسرب المياه الجوفية تحت المباني.
أرقام مرعبة: المباني تنهار بمعدل غير مسبوق
بحسب الدراسة، فإن المدينة شهدت خلال العشرين عامًا الماضية انهيار 280 مبنى، بينما كان المعدل في السابق مبنى واحد سنويًا فقط، ما يعني أننا وصلنا الآن إلى 40 مبنى منهار سنويًا.
الأخطر أن هناك نحو 7000 مبنى معرض للانهيار في أي لحظة، بحسب ما توصل إليه الباحثون.
البحر يزحف على الإسكندرية
أوضحت الدراسة أن البحر المتوسط يزحف نحو المدينة بمعدل 118 قدمًا (36 مترًا تقريبًا) سنويًا في بعض المناطق الساحلية.
ويرجع هذا الزحف إلى تسرب مياه البحر إلى باطن الأرض، مما يرفع منسوب المياه الجوفية، ويؤدي إلى إضعاف التربة، ما يجعل المباني تنهار من أسفل دون سابق إنذار.
صور أقمار صناعية وخرائط عمرها قرن ونصف تدعم التحذير
الدراسة استخدمت صور أقمار صناعية وخرائط تاريخية تعود إلى عام 1887، وأنتجت من خلالها خريطة دقيقة توضح:
- المناطق المهددة بالغرق والانهيار
- نوع التربة ومدى تماسكها
- عمق الأساسات
- وعدد الأدوار في المباني المعرضة للخطر
والمفاجأة الصادمة أن ارتفاع منسوب البحر بمقدار سنتيمترين فقط قد يؤدي إلى غرق مناطق كاملة من الإسكندرية.
العلماء يقترحون حلولًا عاجلة
اقترحت الدراسة العلمية عدة حلول يجب البدء بها فورًا، منها:
- إنشاء كثبان رملية طبيعية لصد تسرب مياه البحر
- زراعة مساحات خضراء لامتصاص المياه الزائدة
- نقل السكان تدريجيًا من المناطق المهددة
- تقليل الضغط العمراني على الشريط الساحلي
هل هناك إرادة لإنقاذ المدينة قبل فوات الأوان؟
الإسكندرية لا تواجه خطر الغرق فقط، بل تعاني من انهيار تدريجي في البنية الأرضية والهيكل العمراني.
ويبقى السؤال الأكثر إلحاحًا اليوم: هل نملك إرادة سياسية وتنفيذية حقيقية لإنقاذ عروس البحر المتوسط قبل أن تتحول إلى مدينة من الماضي؟