السياحة الأمريكية تنزف مع انطلاق موسم الإجازات الصيفية على خلفية سياسات ترامب

مع انطلاق موسم الإجازات الصيفية رسميًا في الولايات المتحدة، غاب عن المشهد هذا العام الزوار الأجانب الذين اعتادوا التوافد على الوجهات السياحية الأمريكية في السنوات الماضية، خاصة من كندا وأوروبا.
ووفقًا لبيانات هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية، وصل نحو 1.9 مليون أجنبي إلى المطارات الرئيسية في الولايات المتحدة خلال الأسابيع الأربعة الماضية، بانخفاض نسبته 6% عن نفس الفترة من العام الماضي، بحسب ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وتشير بيانات حجوزات الطيران الخاصة بصيف هذا العام إلى أن الأمور لن تتحسن قريبًا، إذ انخفضت الحجوزات القادمة من أوروبا إلى أمريكا بنسبة 12% حتى أغسطس، مع تراجع أكبر في مدن مثل سان فرانسيسكو وواشنطن العاصمة ولوس أنجلوس، وفقا لتحليل وكالة "سيريوم" لبيانات وكالات السفر الإلكترونية.
ويفضل العديد من المسافرين الأجانب الآن قضاء عطلاتهم الصيفية في أوروبا أو داخل بلدانهم بدلًا من الولايات المتحدة، ويُرجع البعض ذلك إلى تشديد إدارة ترامب لإجراءات الهجرة، والتقارير حول احتجاز أو ترحيل الزوار الأجانب، فيما يرى آخرون أن امتناعهم عن السفر إلى الولايات المتحدة يمثل رسالة احتجاج ضد سياسات البيت الأبيض، على غرار حملات المقاطعة التي أطلقها كنديون على المنتجات الأمريكية، وبعض الأوروبيين ضد سيارات "تسلا".
ويُعد الكنديون أكبر فئة من الزوار الدوليين للولايات المتحدة، حيث شكلوا تاريخيًا نحو ربع عدد الوافدين، لكنهم تحولوا الآن إلى نقطة ضعف كبيرة، حيث تشير بيانات الحكومة الكندية إلى أن الرحلات الجوية من كندا إلى الولايات المتحدة انخفضت بنسبة 20% في أبريل، فيما تراجعت حركة المرور البرية بنسبة 35%، كما أظهرت بيانات "سيريوم" أن حجوزات الرحلات الجوية من كندا إلى الولايات المتحدة خلال الصيف انخفضت بنسبة 22% مقارنة بالعام الماضي، مع تراجع نسبته الثلث في وجهات مثل لوس أنجلوس وميامي.
وتشكل صناعة السياحة والسفر في الولايات المتحدة نحو 3% من الناتج المحلي الإجمالي، وتسهم السياحة الأجنبية بجزء بسيط من ذلك؛ لذا فإن التراجع قد يكون له تأثير هامشي على الاقتصاد الأمريكي ككل، وفقًا لتحليل أجرته "جي بي مورجان".
لكن بعض المناطق قد تتضرر بشكل كبير، خصوصًا البلدات القريبة من الحدود الكندية مثل بلاتسبرج التي تبعد 25 ميلًا فقط عن الحدود الكندية، بالإضافة إلى مدن الشواطئ على سواحل نيوجيرسي وجنوب الأطلسي أو ولاية ماين، حيث اعتادت أجيال من العائلات الكندية قضاء عطلات الصيف.
وتعتمد هذه الصناعة بشكل كبير على المشاريع الصغيرة، التي غالبًا ما لا تملك القدرة على تحمل تقلبات الطلب، بحسب آرون رايان، مدير دراسات القطاع في شركة "تورزم إيكونوميكس"، والذي كان قد توقع مبدئيًا نمو إنفاق الزوار الدوليين في الولايات المتحدة بنسبة 16% خلال عام 2025، إلا أن التوقعات الجديدة ترجح تراجع الإنفاق بنحو 8.5 مليار دولار، بانخفاض نسبته 5%.
ويشير أصحاب الأعمال إلى أن قدرتهم على عكس هذا التراجع محدودة، في ظل تراجع السياحة المحلية أيضًا بسبب قلق الأمريكيين من الوضع الاقتصادي، وتخفيضهم لخطط السفر، كما أن السائح الأجنبي عادة ما ينفق أكثر ويمكث لفترة أطول مقارنة بالسائح المحلي.