قتلته رصاصة الثأر.. قصة “يوسف” الذي دفع حياته ثمنًا لجريمة لم يرتكبها

لم يكن يوسف السني يدري أن خطواته الأخيرة في حي المعصرة ستكون ممهورة بالخيانة، وأن من وثق به ذات يوم سيجرّه إلى قدر لم يكن له يد فيه، سوى أنه يحمل لقب "قريب القاتل"، وفي صباح لم يحمل سوى السكون، خرج يوسف من منزله ولم يعد، تاركًا خلفه أمًا مكلومة، وحيًّا بأكمله غارقًا في الحزن
يوسف، الشاب العشريني المعروف بين أصدقائه بخفة دمه وهدوئه، وجد نفسه ذات يوم في قلب مأساة لم يكن طرفًا فيها. منذ شهرين، وقع شجار مأساوي في المنطقة، وانتهى بمقتل شقيق شاب يُدعى عبد الرحمن سيد، على يد نجل خال يوسف، بسبب خلافات على معاكسة فتيات.، والقي القبض على الجاني، وانتهى الموقف قانونيًا، لكنه لم يُغلق في قلب عبد الرحمن.
حاولت عائلة القاتل تهدئة النفوس، قدموا الكفن، تحدثوا عن الدية، توسلوا إلى الرحمة، لكن عبد الرحمن لم يكن يرى إلا شقيقه الذي سقط، ودمه الذي ما زال يصرخ في أذنه في صمت، رسم في عقله صورة للانتقام، ولم يكن يوسف يعلم أنه سيكون هو الصورة.
عبد الرحمن لم يختَر يوسف عبثًا، فهو من حاول الصلح وقت وقوع الجريمة الأولى، وكان على تواصل معه، ولم يتخيل للحظة أن هذه العلاقة ستُستغل بهذا الشكل، تواصل عبد الرحمن مع يوسف مرة أخرى، طلب لقاءه تحت ستار الحديث عن الصلح.
وفي لحظة غدر، وقف يوسف أمامه، يمد يده بسلام، فكان الرد رصاصة اخترقت رأسه، وسقط الشاب الذي لا ذنب له، غارقًا في دمه وسط شارع عزبة الهجانة، دون وداع، دون حتى صرخة أخيرة.
الخبر انتشر كالنار في الهشيم، جثة في الشارع، وصدمة تسري في كل بيت، والكل يسأل: لماذا يوسف؟ ماذا فعل؟ أي قلب حمل كل هذا الغل؟ وفي قسم شرطة المعصرة، بدأ الضباط في جمع الخيوط، لم تستغرقهم الإجابة وقتًا طويلاً.
بتحريات سريعة وموسعة، تبين أن عبد الرحمن سيد، هو من نفذ الجريمة، وأنه فرّ بعدها إلى أقصى الجنوب، إلى مدينة إدفو بمحافظة أسوان، ومنها كان يستعد للهرب خارج الحدود إلى السودان.
لكن الأجهزة الأمنية لم تمهله الفرصة، فقد تم رصده وملاحقته، حتى أُلقي القبض عليه قبل أن يغادر البلاد، ووُجهت إليه تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.