إبادة النسل الفلسطيني.. مأساة عائلة الطبيبة آلاء النجار في غزة

في الوقت الذي يُفترض فيه أن تبقى المؤسسات الصحية والطواقم الطبية بمعزل عن نيران الحروب وفقًا للقوانين والأعراف الدولية، تتكشف في غزة ملامح استراتيجية إسرائيلية خطيرة تتجاوز حدود النزاع المسلح، نحو ما يمكن وصفه بسياسة "الإبادة الصامتة". 

فقد تحولت المنشآت الطبية في القطاع المحاصر إلى أهداف مباشرة، وامتد الاستهداف ليشمل الأطباء والممرضين وعائلاتهم، في مشهد يعكس تحلّلاً غير مسبوق من أبسط معايير الحماية الإنسانية.

إبادة للنسل الفلسطيني

أكد الدكتور منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة، أن الاحتلال الإسرائيلي يشن حملة ممنهجة تستهدف الطواقم الطبية وأسرهم، محذرًا من أن ما يجري يتجاوز نطاق العمليات العسكرية ليصل إلى مستوى "الإبادة المتعمدة للنسل الفلسطيني".

استشهاد كوادر طبية بارزة

وقال البرش، إن الأسبوع الماضي شهد مقتل أكثر من 12 طبيبًا وممرضًا من أكفأ الكوادر الصحية في القطاع، من بينهم متخصصون في أقسام العناية المركزة والأطفال. 

وأوضح أن القصف لم يقتصر على مواقع العمل، بل امتد ليشمل منازل العاملين في القطاع الصحي.

مأساة عائلة الطبيبة آلاء النجار

وفي مثال مؤلم على ذلك، أشار البرش إلى استشهاد تسعة من أبناء الطبيبة آلاء النجار أثناء وجودهم في منزلهم شمال غزة، فيما نجا طفل واحد فقط يبلغ من العمر 11 عامًا، وقد حفظ القرآن الكريم.

ولفت إلى أن الطبيبة آلاء وزوجها الطبيب حمدي لم يتخليا عن مهامهما في المستشفى رغم هذه الخسارة الفادحة، في مشهد يجسد أسمى معاني الصبر والثبات.

تدمير ممنهج للبنية الصحية

وكشف البرش أن الاحتلال دمّر بشكل كامل أكثر من 23 مستشفى في القطاع، فيما تعمل 17 منشأة صحية فقط بشكل جزئي في شمال غزة. وأضاف أن هذا التدمير الممنهج للبنية التحتية الصحية أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني والصحي بشكل كارثي.

نقص حاد في الأدوية والمستلزمات

وأشار إلى وجود نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، حيث بلغت نسبة النقص في الأدوية نحو 40%، بينما وصل نقص المستلزمات الطبية إلى 60%. 

وأكد البرش أن آلاف المرضى من أصحاب الأمراض المزمنة مهددون بفقدان حياتهم في ظل هذا الانهيار الطبي.

استهداف متعمد للأطفال

وشدد مدير عام صحة غزة على أن استهداف الأطفال يمثل جانبًا واضحًا من سياسات الاحتلال، حيث يشكّلون ما يقارب 30% من إجمالي الضحايا، مشيرًا إلى أن "الاحتلال لا يسعى إلى تحقيق أهداف سياسية، بل يسعى فقط للقتل والتدمير وإبادة الفلسطينيين".