هل يتعارض تنظيم النسل مع الإيمان بالقضاء والقدر؟.. دار الإفتاء تجيب

أكدت دار الإفتاء المصرية أن تنظيم النسل لا يتعارض مع الإيمان بالقضاء والقدر، بل هو من مظاهره، إذ لا يحدث شيء في ملك الله إلا بإرادته. واستشهدت بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أراد الله خلق شيء لم يمنعه شيء».
مسؤولية مشتركة
أوضحت الدار أن الإسلام يرى تنظيم الأسرة مسؤولية مشتركة بين الزوجين، وهما معًا مسؤولان عن اتخاذ قرارات تحقق مصلحة الطرفين والأبناء.
ويشمل ذلك التخطيط للولادة وتنظيم النسل بما لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية.

اختلاف حول الوسائل
وأشارت دار الإفتاء إلى وجود اختلاف بين العلماء حول الوسائل المباحة لتنظيم الأسرة، موضحة أن بعض الوسائل المؤقتة مثل استخدام حبوب منع الحمل، قد تُعد مقبولة إذا تم الاتفاق عليها بين الزوجين، بشرط ألا تسبب ضررًا أو تكون بدافع كراهية الذرية.
كما أكدت أن النية تلعب دورًا كبيرًا في قبول هذا التنظيم؛ فإذا كانت تهدف إلى تحسين ظروف الأسرة وتمكينها من تربية الأبناء تربية صالحة، فإنها تُعد نية محمودة.
تحفُّظ على الوسائل الدائمة
وأوضحت أن بعض العلماء يرفضون الوسائل الدائمة لتنظيم النسل، مثل التعقيم، إلا في حالات الضرورة الطبية القصوى، فيما يرى آخرون أن الأمر يختلف حسب الظروف الخاصة بكل حالة.
التربية مسؤولية أصيلة
وشددت دار الإفتاء على أن الإسلام يولي أهمية كبرى لتربية الأبناء وتعليمهم، معتبرًا إياها من أهم مسؤوليات الوالدين.
ومن هذا المنطلق، يمكن أن يُسهم تنظيم الأسرة في أداء هذه المسؤولية بشكل أفضل.
ودعت الدار إلى أن يكون تنظيم الأسرة مبنيًا على تخطيط سليم ومسؤول، يراعي الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والصحية للأسرة، على أن تُتخذ هذه القرارات بالتشاور بين الزوجين وبما يتوافق مع تعاليم الإسلام وقيمه.