رئيس مجلس الادارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
معتز سليمان
مدير التحرير
نصر نعيم

توتر غير مسبوق بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل وسط تصاعد الحرب على غزة

علم فلسطين فوق أنقاض
علم فلسطين فوق أنقاض المباني المدمرة في قطاع غزة

تشهد العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل مرحلة من التوتر غير المسبوق، وسط تزايد الدعوات داخل أروقة الاتحاد لإعادة النظر في أوجه التعاون الاقتصادي والقانوني مع تل أبيب.

جاء ذلك بعد أشهر من التفاعل المتباين داخل الاتحاد الأوروبي بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي اندلعت في أكتوبر 2023.

انقسام أوروبي حول الحرب

منذ بدء الحرب، فشل الاتحاد الأوروبي في تبني موقف موحد إزاء العمليات العسكرية الإسرائيلية، فقد دعمت دول مثل ألمانيا والنمسا والمجر إسرائيل، بينما تبنت دول أخرى مثل إيرلندا وإسبانيا والنرويج خطاباً أكثر انتقاداً، مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار والتحقيق في الانتهاكات الجسيمة التي تُرتكب في غزة.

الخلافات بين الدول الأعضاء أضعفت موقف الاتحاد وأفشلت محاولاته لاتخاذ إجراءات جماعية أكثر حزماً تجاه إسرائيل.

تحركات أوروبية متقدمة

في تطور لافت، اعترفت كل من إيرلندا وإسبانيا والنرويج رسميًا بدولة فلسطين، في خطوة اعتُبرت تحوّلاً جذريًا في السياسات الخارجية الأوروبية تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. 

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تحفّز دولًا أوروبية أخرى على اتخاذ مواقف مشابهة، خاصة في ظل تنامي الأصوات الشعبية الرافضة للحرب داخل أوروبا.

توتر دبلوماسي 

زاد التوتر الدبلوماسي بين الجانبين بعد منع إسرائيل في فبراير الماضي دخول نائبتين أوروبيتين – إحداهما إيرلندية والأخرى فرنسية من أصول فلسطينية – بسبب دعمهما لحركة المقاطعة (BDS). 

وأثار هذا القرار الإسرائيلي موجة انتقادات داخل البرلمان الأوروبي، اعتُبرت بمثابة تقييد لحرية التعبير.

كما وصف الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، العمليات الإسرائيلية في غزة بأنها تطهير عرقي، داعيًا لاستخدام أدوات الضغط السياسية المتاحة، ما أثار استياء الحكومة الإسرائيلية التي وصفت تصريحاته بالمنحازة وغير المقبولة.

دعم إنساني للفلسطينيين

في المقابل، أعلن الاتحاد الأوروبي عن تقديم مساعدات إنسانية جديدة للفلسطينيين بقيمة 1.6 مليار يورو، تشمل دعمًا مباشراً للسلطة الفلسطينية وتمويل مشاريع إعادة الإعمار في غزة، مع التأكيد على ضرورة وصول المساعدات دون عوائق.

شراكة اقتصادية على المحك

ورغم استمرار العلاقات التجارية بين الطرفين، والتي تعتبر متينة خاصة في مجالات التكنولوجيا والدفاع، إلا أن أصواتًا أوروبية بدأت تطالب بتعليق بعض الاتفاقيات أو مراجعتها، احتجاجًا على استمرار العمليات العسكرية ورفض إسرائيل الالتزام بحل الدولتين.

وبحسب دبلوماسيين أوروبيين، فإن رفض إسرائيل لوقف إطلاق النار، وتجاهلها للجهود الدولية بشأن الحل السياسي، يضع علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي على مفترق طرق حاسم.

تعكس الأزمة المتفاقمة في العلاقات الأوروبية الإسرائيلية التباين العميق في الرؤى السياسية تجاه الصراع في فلسطين. 

ومع استمرار التصعيد العسكري والوضع الإنساني الكارثي في غزة، يبدو مستقبل هذه العلاقات غامضًا ومعلّقًا بتحولات جوهرية قد تطرأ على مواقف الطرفين.

تم نسخ الرابط