تصعيد خطير في الحرب.. ماذا يحدث في بورتسودان؟

تعرضت مدينة بورتسودان، شرقي السودان، الثلاثاء، لهجمات جديدة بطائرات مسيّرة استهدفت الميناء البحري والمطار وعدداً من المنشآت المدنية، في تصعيد خطير للحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
استهداف الميناء والمطار والمنشآت المدنية
تسببت الهجمات في تصاعد أعمدة الدخان في محيط ميناء بورتسودان الجنوبي، كما طالت منطقة فندق كورال، أحد أبرز معالم المدينة.
وأعلنت السلطات تعليق الرحلات الجوية بمطار بورتسودان الدولي بعد الهجمات، وإجلاء الركاب والعاملين كإجراء احترازي.
وكان المطار قد استأنف عمله مساء الأحد بعد توقف مؤقت بسبب هجمات مماثلة طالت أيضاً القاعدة الجوية بالمدينة.

الجيش السوداني يعلن تفاصيل الهجوم
قال العميد نبيل عبد الله، المتحدث باسم الجيش السوداني، إن قوات الدعم السريع استهدفت، السبت، قاعدة عثمان دقنة الجوية، ومستودعاً للبضائع، وعدداً من المنشآت المدنية في بورتسودان.
وأشار إلى أن الدفاعات الأرضية تمكنت من إسقاط عدد من المسيّرات، بينما سببت بعضها أضراراً محدودة في مخزن للذخائر دون وقوع إصابات بشرية.
بورتسودان تحت النار للمرة الأولى
وتعد هذه الهجمات تصعيداً لافتاً، إذ بقيت بورتسودان، المطلة على البحر الأحمر، بمنأى عن القتال طوال الشهور الماضية، واعتُبرت مركزاً إنسانيًا ودبلوماسيًا مؤقتًا ومقرًا للحكومة السودانية.
ويعد الميناء الحيوي نقطة دخول رئيسية للمساعدات والواردات، ويُستخدم لتصدير نفط جنوب السودان.
موقف مصر: إدانة شديدة للهجمات
أعربت مصر عن إدانتها الشديدة للهجمات على المنشآت المدنية في بورتسودان، محذّرة من تأثير التصعيد على الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.
وأكدت القاهرة، رفضها القاطع لاستهداف البنية التحتية المدنية، معتبرة ذلك انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، ومساسًا مباشرًا بمقدرات الدولة ومعيشة المواطنين.
تطور مقلق يهدد المدنيين
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه العميق إزاء هجوم قوات الدعم السريع على مدينة بورتسودان، التي كانت تُعد حتى وقت قريب من المناطق الآمنة في السودان.
وصرّح المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، بأن الهجوم يمثل تطورًا مقلقًا من شأنه أن يقوّض حماية المدنيين ويعرض العمليات الإنسانية للخطر في منطقة لطالما ظلت بمنأى عن النزاع الذي دمّر أجزاء واسعة من البلاد.
وأشار حق إلى أن مدينة بورتسودان، التي تحوّلت إلى مركز لتنسيق المساعدات الإنسانية في السودان، لم تتأثر مباشرة بالهجمات الأخيرة على مستوى أنشطة الأمم المتحدة.
لكنه أكد تعليق الرحلات الجوية الأممية من المدينة وإليها مؤقتًا كإجراء احترازي، في ظل التدهور الأمني الأخير.

تحذير من تداعيات التصعيد
وتخشى منظمات دولية من أن يؤدي تصاعد العنف في بورتسودان إلى تعقيد إيصال المساعدات، وزيادة معاناة المدنيين الذين يعتمدون على المدينة كنقطة وصول رئيسية للإغاثة بعد فرارهم من مناطق القتال الأخرى.
التحول في تكتيك قوات الدعم السريع
منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، تحول تكتيك قوات الدعم السريع من المواجهة البرية إلى شن هجمات بالطائرات المسيّرة، تستهدف البنية التحتية الحيوية كمحطات الطاقة والمطارات، في محاولة لضرب العمق الاستراتيجي لمناطق سيطرة الجيش.
وفي المقابل، يكثف الجيش السوداني غاراته الجوية في إقليم دارفور، ويخوض معارك برية للسيطرة على مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، وعدة مناطق أخرى.
كارثة إنسانية مستمرة
وتسببت الحرب، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، في نزوح أكثر من 12 مليون شخص، ودفعت نصف سكان السودان إلى حافة الجوع الحاد، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالميًا.