رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
معتز سليمان

"وُلدت لتكون شاهدة".. مأساة الطفلة "ملك" التي أبصرت النور بلا دماغ في غزة

فلسطينية ولدت "بلا دماغ".. ماذا تفعل الأسلحة السامة الإسرائيلية بأرحام الأمهات؟

طفلة تولد بلا دماغ
طفلة تولد بلا دماغ

على سرير صغير في مستشفى العودة شمال قطاع غزة، لفظت الطفلة "ملك أحمد القانوع" أنفاسها الأخيرة بعد 48 ساعة فقط من ولادتها، بعدما أبصرت النور بلا دماغ، في واحدة من أكثر المشاهد ألما وسط سيل المآسي المتدفقة من القطاع المحاصر.

كانت أمّها تنتظرها بشغف، تُعد لها الأقمشة الصغيرة، وتحلم بيوم تُناديها فيه باسمها، لكن الحرب سبقت الحلم، واجتاحت الرحم قبل أن ترى الطفلة النور، حيث  وُلدت ملك برأس ناقص التكوين، حيث تنتهي الجمجمة عند الحاجبين، في حالة صادمة وصفها الأطباء بأنها "نتيجة مباشرة لتشوّه جنيني حاد".

طفلة تولد بلا دماغ 
طفلة تولد بلا دماغ 

الطب عاجز عن التفسير 

العديد من الأطباء الفلسطينيين رجحوا أن الحالة ناتجة عن الإشعاعات والغازات السامة التي تطلقها إسرائيل ضمن قصفها المكثف على القطاع، باستخدام ذخائر يشتبه في كونها تجريبية وغير تقليدية، حيث أكد بعض أطباء التوليد في مستشفى الشفاء بغزة: "نواجه تزايدا ملحوظا في حالات التشوه الخلقي، خصوصا في الدماغ والعمود الفقري والقلب، ليست هذه ولادة معزولة، إنها ظاهرة تتسع منذ شهور".

أمهات بين الخوف والحداد

في غرفة الولادة، لم تصدق أم "ملك" ما سمعته، كانت تظن أن الطفلة بُترت أو أصيبت بشظية، قبل أن تبلغها الطبيبة بالحقيقة: "ابنتك وُلدت دون دماغ".

أطفال غزة
أطفال غزة

 الحرب تخنق الحياة في الرحم 

الفاجعة لا تتوقف عند ملك فقط، فهي مجرد مثال واحد على ما يحدث في أرحام الأمهات بغزة، حيث ترتفع حالات التشوهات الخلقية نتيجة الغازات السامة التي تستخدمها إسرائيل، لتغزو أجساد الأطفال في رحم أمهاتهم.

عندما توفيت ملك بعد 48 ساعة من ولادتها، كان الألم أكبر من مجرد فقدان حياة طفلة؛ كان فقدانًا للأمل، لفقدان أطفال لم يسبق لهم أن عاشوا لحظاتهم الأولى، هذا الوجع، الذي لا يمكن للطب تفسيره بشكل كامل، كان يمثل فزعًا جماعيًا لكل أم، وكل فلسطيني، وكل إنسان يراقب هذا الحادث الكارثي.

أطفال غزة 
أطفال غزة 

أجنة تُشوّه في الأرحام... والحرب لا تُميز

عدد من المنظمات الحقوقية كانت قد حذّرت في تقرير لها من الأثر الكارثي للحرب على النساء الحوامل في غزة، مؤكدين  أن نسبة الإجهاض التلقائي ارتفعت بأكثر من 300% منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023، لكن التقرير لم يتطرّق حينها إلى الارتفاع المخيف في حالات التشوه الجنيني.

تم نسخ الرابط