رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
معتز سليمان

صور| بعد مشادة ساخنة بالبيت الأبيض.. ترامب وزيلينسكي وجها لوجه في الفاتيكان

الرئيس الأمريكي ترامب
الرئيس الأمريكي ترامب ونظيره الأوكراني زيلينسكي

التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الموجودان في روما لحضور جنازة البابا فرنسيس، على انفراد في إحدى قاعات بازيليك الفاتيكان يوم السبت، في محاولة لإحياء جهود السلام المتعثرة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.

وقال زيلينسكي إن اللقاء قد يصبح تاريخيًا إذا أثمر عن السلام المنشود، فيما وصفه متحدث باسم البيت الأبيض بأنه "بالغ الأهمية".

جلس الزعيمان متقاربين دون وجود مساعدين إلى جانبهما داخل كاتدرائية القديس بطرس، وتحدثا لنحو 15 دقيقة، وفقًا لما أعلنته الرئاسة الأوكرانية، التي نشرت أيضًا صورًا للقاء.

جاء الاجتماع في وقت حساس من المفاوضات الرامية إلى إنهاء القتال بين أوكرانيا وروسيا، وهو أول لقاء بينهما منذ المشادة الغاضبة التي جرت في البيت الأبيض بواشنطن في فبراير الماضي.

وفي منشور عبر منصة تليجرام، كتب زيلينسكي: "اجتماع جيد. استطعنا خلال اللقاء المنفرد مناقشة الكثير. نأمل أن تثمر هذه المناقشات عن نتائج ملموسة".

وأضاف أن الموضوعات التي جرت مناقشتها شملت: "حماية حياة شعبنا. وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط. سلام موثوق ودائم يمنع تكرار الحرب".

وأكد زيلينسكي: "كان لقاءً رمزيًا للغاية، وقد يصبح تاريخيًا إذا حققنا نتائج مشتركة. شكرًا لك، الرئيس دونالد ترامب!"

من جانبه، قال ستيفن تشيونغ، مدير الاتصالات بالبيت الأبيض، إن اللقاء كان "مثمرًا للغاية"، مضيفًا أن مزيدًا من التفاصيل حول الاجتماع ستُعلن لاحقًا.

لقاء بلا مساعدين

في إحدى الصور التي نشرتها الرئاسة الأوكرانية، جلس ترامب وزيلينسكي متقابلين في قاعة من قاعات البازيليك، متقاربين بما لا يزيد عن قدمين، ومنهمكين في الحديث دون ظهور أي مساعدين بجانبهما.

وفي صورة أخرى من نفس الموقع، ظهر ترامب وزيلينسكي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون واقفين في دائرة صغيرة، وقد وضع ماكرون يده على كتف زيلينسكي.

عقب لقائهما في البازيليك، انضم الزعيمان إلى بقية قادة العالم خارج كاتدرائية القديس بطرس للمشاركة في مراسم جنازة البابا فرنسيس، الذي جعل من السعي للسلام، بما في ذلك في أوكرانيا، شعارًا رئيسيًا خلال فترة بابويته.

وخلال العظة، استذكر الكاردينال الإيطالي جوفاني باتيستا ري، كيف أن البابا فرنسيس لم يكف عن الدعوة للمفاوضات لإنهاء النزاعات. وقال: "الحرب دائمًا تترك العالم أسوأ مما كان عليه: إنها دائمًا هزيمة مؤلمة ومأساوية للجميع".

وكان متحدث باسم زيلينسكي قد قال سابقًا إن المساعدين عملوا على ترتيب لقاء آخر بين الزعيمين في روما في وقت لاحق من السبت، إلا أنه تم إلغاؤه بسبب ازدحام جداول الرئيسين، وذلك بعد مغادرة طائرة ترامب روما.

خلافات حول الأراضي

كان ترامب قد ضغط على الجانبين للموافقة على وقف إطلاق النار، وقال يوم الجمعة إن محادثات "مثمرة" جرت بين مبعوثه والقيادة الروسية في موسكو، داعيًا لعقد اجتماع رفيع المستوى بين كييف وموسكو لإبرام اتفاق.

لكنه حذر من أن إدارته قد تتخلى عن جهود تحقيق السلام إذا لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق قريبًا.

وأظهرت وثائق من المحادثات، حصلت عليها رويترز، وجود خلافات بين موقف البيت الأبيض بقيادة ترامب وموقف أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين. حيث تقترح واشنطن الاعتراف القانوني بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، وهو ما ترفضه كييف بشدة وتعتبره "خطًا أحمرًا" لا يمكن تجاوزه.

كما برزت خلافات بشأن سرعة رفع العقوبات عن روسيا في حال توقيع اتفاق سلام، وضمانات الأمن التي ستُمنح لأوكرانيا، وآلية تعويضها ماليًا.

علاقة شخصية متوترة

شهدت علاقة ترامب وزيلينسكي الشخصية توترات عديدة. ففي لقائهما في البيت الأبيض، اتهم ترامب زيلينسكي بأنه "يلعب مقامرة بالحرب العالمية الثالثة".

ومنذ ذلك الحين، سعت كييف إلى إصلاح العلاقة، رغم استمرار الانتقادات المتبادلة. فقد وصف زيلينسكي ترامب بأنه يعيش في "فقاعة تضليل" تصب في مصلحة موسكو، بينما اتهم ترامب نظيره الأوكراني بالتباطؤ في إبرام اتفاق سلام وإطلاق "تصريحات استفزازية".

ومع ذلك، يحتاج كل طرف إلى الآخر: ترامب بحاجة لدعم زيلينسكي لتحقيق هدفه المعلن بإحلال السلام السريع، فيما تحتاج كييف إلى ضغوط ترامب على موسكو لتخفيف شروطها القاسية للتوصل إلى هدنة.

يذكر أنه خلال اللقاء الذي جمعهما في البيت الأبيض في فبراير، انتقد أحد الصحفيين من شبكة أمريكية محافظة زيلينسكي لعدم ارتدائه بدلة رسمية.

يذكر أن زيلينسكي اعتاد منذ بدء الغزو الروسي في 2022 على ارتداء ملابس عسكرية تضامنًا مع الجنود الأوكرانيين.

وفي روما يوم السبت، واصل زيلينسكي تقليده، مرتديًا قميصًا داكنًا مغلق الأزرار حتى العنق دون ربطة عنق، وسترة عسكرية داكنة فوقه.

تم نسخ الرابط