في ذكرى وفاة يوسف فخر الدين.. ممثل اختار الظل فصنع حضورًا لا يُنسى
في ذكرى وفاة الفنان يوسف فخر الدين، تعود سيرته الفنية لتطرح سؤالًا متجددًا كيف يمكن لممثل لم يسعَ يومًا إلى البطولة المطلقة أن يظل حاضرًا في الذاكرة، وأن يُستعاد اسمه كلما عُرضت أعماله على الشاشات؟
ممثل اختار الظل فصنع حضورًا لا يُنسى
لم يكن يوسف فخر الدين نجمًا صاخبًا، ولا بطلًا تقليديًا تتقدمه العناوين العريضة، لكنه كان واحدًا من أولئك الممثلين الذين يتركون أثرهم دون ضجيج، ويصنعون مكانتهم من خلال الأداء لا الادعاء، ومن خلال الاختيار لا المجازفة.
تركيبة صعبة
تميّز فخر الدين بقدرة لافتة على تجسيد الشخصيات المركبة، خصوصًا أدوار الشر أو الشخصيات الغامضة، دون أن يقع في فخ المبالغة. كان شرّه هادئًا، محسوبًا، يعتمد على النظرة ونبرة الصوت أكثر مما يعتمد على الانفعال الظاهر، وهو ما جعله مختلفًا عن كثير من أبناء جيله.
لم يكن بحاجة إلى مساحات كبيرة من الحوار ليُقنع المشاهد، فكان حضوره كافيًا لفرض ثقله داخل المشهد، لذلك اختاره المخرجون للأدوار الصعبة، تلك التي تتطلب ممثلًا يمتلك وعيًا داخليًا بالشخصية، ويُحسن استخدام أدواته دون استعراض.
ورغم أن أغلب أدواره لم تكن في صدارة التترات، فإن الكاميرا كانت تنحاز إليه، ويخرج المشاهد من العمل متذكرًا ملامحه وأداءه، لا حجم دوره.
فنان وإنسان هاديء
بعيدًا عن الشاشة، لم يكن يوسف فخر الدين جزءًا من صخب الوسط الفني أو صراعاته، ولم يُعرف عنه السعي إلى النجومية بأي ثمن. اختار طريقًا هادئًا، حافظ فيه على احترامه لنفسه ولمهنته، فبادله الجمهور والوسط الفني الاحترام ذاته.