في ذكرى وفاة فريد الأطرش.. موسيقار العاطفة وصوت الشجن العربي
يظل اسم فريد الأطرش واحدًا من أكثر الأسماء رسوخًا في ذاكرة الفن العربي، ليس فقط بوصفه مطربًا وملحنًا وممثلًا، بل كحالة فنية متكاملة جمعت بين العبقرية الموسيقية وصدق الإحساس ودراما الحياة الشخصية، ليصبح رمزًا للفن الذي يعيش ولا يشيخ.
النشأة والبدايات
وُلد فريد فهد الأطرش في 19 أكتوبر عام 1910 بجبل الدروز في سوريا، ونشأ في أسرة عُرفت بالوطنية والفن، وكان شقيق المطربة الكبيرة أسمهان.
انتقل إلى مصر في سن مبكرة، وهناك بدأت رحلته الشاقة مع الغربة والفقر، قبل أن يتحول إلى أحد أعمدة الموسيقى العربية في القرن العشرين.
أهم أغانيه
امتلك فريد الأطرش موهبة استثنائية في التلحين، وارتبط اسمه بآلة العود التي طوّعها ليصنع بها لغة موسيقية خاصة، تمزج بين الطرب الأصيل والتجديد الذكي. قدّم مئات الألحان، وغنّى للحب واللوعة والفراق، فجاءت أغنياته صادقة، مشحونة بالعاطفة، قريبة من وجدان الجمهور، مثل: “حبيب العمر”، “الربيع”، “أول همسة”، و“زمان يا حب”.
السينما والتمثيل
في السينما، لم يكن فريد ممثلًا تقليديًا، بل بطلًا غنائيًا رومانسيًا عكس ملامح شخصيته الحقيقية: الفنان الحالم، العاشق المتألم. شارك في أكثر من 30 فيلمًا، شكّلت مع أغنياته حالة فنية خاصة، كان فيها الصوت واللحن والحكاية وحدة واحدة.
وعلى الرغم من شهرته الواسعة، عاش فريد الأطرش حياة عاطفية معقدة، لم تُتوّج بالزواج، وهو ما انعكس بوضوح في نبرة الحزن التي سكنت صوته وألحانه. كما عانى من مرض القلب لسنوات طويلة، لكنه ظل وفيًا للفن حتى أيامه الأخيرة.
وفاته
رحل فريد الأطرش في 26 ديسمبر عام 1974، تاركًا خلفه تراثًا موسيقيًا خالدًا، لا يزال يُدرَّس ويُستمع إليه عبر الأجيال.
لم يكن مجرد مطرب أو ملحن، بل مدرسة فنية مستقلة، أثبتت أن الصدق هو الطريق الأقصر إلى الخلود.