صعوبة الانتشار وخدمات ضعيفة.. الركود الرقمي يهدد "الإمارات دبي الوطني" والبنك يفقد بريقه
في خضم ثورة مصرفية رقمية تكتسح القطاع المالي المصري، يواجه بنك الإمارات دبي الوطني عاصفة متصاعدة من الاستياء والشائعات السلبية بين عملائه، ناجمة عن بطء واضح في تحديث الخدمات المصرفية الأساسية، وضعف غير مبرر في الانتشار الجغرافي، الأمر الذي يثير تساؤلات جدية حول الرؤية الإستراتيجية للبنك وقدرته على المنافسة في سوق يتطلب السرعة والابتكار المستمرين.
ركود لا يتناسب مع بنك الإمارات دبي الوطني
وهذا الركود في التطوير لا يتناسب مطلقًا مع اسم مؤسسة مصرفية إقليمية كبرى، ويهدد بتآكل حصتها السوقية لصالح منافسين أكثر مرونة واستجابة لمتطلبات العصر، ويعد تحدي الانتشار الجغرافي أحد أبرز نقاط الاحتكاك التي يواجهها المتعاملون، حيث يعبر عدد متزايد منهم عن استيائهم من محدودية انتشار ماكينات الصراف الآلي (ATM) التابعة للبنك، خصوصًا في المحافظات الواقعة خارج نطاق القاهرة الكبرى.
وهذه المحدودية في التواجد تفرض على العملاء مهمة شاقة للعثور على ماكينة تابعة للبنك، وتجبرهم على الاعتماد على ماكينات بنوك أخرى، ما يرتب عليهم رسومًا إضافية ويصعب عملية الحصول على السيولة النقدية في التوقيتات الضرورية.
ولا يقتصر هذا الضعف على ماكينات الصراف الآلي فحسب، بل يمتد إلى قلة عدد الفروع في المحافظات، ما يحدّ من قدرة البنك على جذب شرائح جديدة من العملاء ويضعف حضوره التنافسي أمام الباع الطويل لبنوك أخرى توسعت بقوة خلال السنوات الأخيرة عبر القنوات الرقمية والتقليدية على حد سواء.
بطء تطوير التطبيقات المصرفية
أما على صعيد الخدمات، فإن المتعاملين يشكون من بطء تطوير التطبيقات المصرفية الرقمية وضعف تحديث بعض الخدمات الإلكترونية، في وقت أصبحت فيه السرعة وسهولة الاستخدام معيارًا أساسيًا لتقييم كفاءة أي مؤسسة مصرفية.
ويؤكد المتعاملون أن البنك لم يواكب بالشكل الكافي التحول الرقمي الذي يمثل الركيزة الأساسية للعمل المصرفي الحديث، خاصة مع الارتفاع المتسارع لتوقعات العملاء وزيادة اعتمادهم على الحلول الذكية والخدمات المصرفية عن بعد.
وهذه الشكاوى التقنية تعكس، بحسب آراء بعض المتعاملين، إشكالية أكبر تتعلق بالإدارة، التي تُوصف بأنها "تفتقر إلى المبادرة والابتكار".
وفي ظل غياب حلول عملية ومبادرات واضحة لمعالجة الشكاوى المتكررة، يتم التعامل مع المشكلات في كثير من الأحيان بصورة جزئية، دون تبني خطة شاملة تستعيد ثقة العملاء وتضع البنك على مسار تطوير حقيقي.
ويحذر خبراء القطاع من أن استمرار هذا الوضع قد ينعكس سلبًا بشكل مباشر على الحصة السوقية للبنك، خاصة في بيئة مصرفية شديدة التنافسية تتطلب استثمارات ضخمة ومستمرة في البنية التحتية وتطويرًا متسارعًا للخدمات الرقمية.