رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

انتكاسة 2025.. فودافون مصر في مرمى النيران بعد تراجع الخدمة وتفاقم الشكاوى

فودافون مصر
فودافون مصر

​شهدت شركة فودافون مصر خلال عام 2025 تباينًا حادًا وغير مسبوق بين إنجازاتها التقنية وواقع خدماتها المقدمة للمستخدمين، حيث أظهرت المؤشرات الفنية استمرارها في تصدّر المشهد الرقمي، في حين تفاقمت الشكاوى الجماهيرية لتشير إلى انحدار واضح ومقلق في مستوى الخدمة والدعم، مما ألقى بظلال سلبية كثيفة على تقييم أدائها العام.

​تأكيدًا لهذا التناقض الصارخ، برزت فودافون كـ "أفضل شبكة محمول" و"أفضل شبكة إنترنت ثابت" للعام الثالث على التوالي وفقًا لمنظمة umlaut العالمية، كما اعتُبرت "الشبكة الأكثر اعتمادية في مصر"، متصدرةً كذلك تصنيف nPerf كأفضل مزود للإنترنت الثابت.

وهذا التميز الفني، الذي يعكس استثمارات ضخمة في البنية التحتية، لم يترجم بشكل فعّال إلى تجربة سلسة وموثوقة للمستخدم النهائي، مما أثار العديد من التساؤلات حول الكفاءة التشغيلية وإدارة الأزمات.

أعطال كبيرة في فودافون مصر 

​على الجانب الآخر من المعادلة، كانت الأعطال والشكاوى هي العنوان الأبرز لأداء الشركة خلال العام، فقد سجلت خدمات فودافون تصاعدًا ملحوظًا ومقلقًا في وتيرة شكاوى العملاء، مدفوعة بموجات متكررة من توقف خطوط الهاتف المحمول أو الانقطاع المفاجئ لخدمات الاتصال والإنترنت في العديد من المحافظات.

وكانت القاهرة الكبرى ومناطق أخرى من البلاد قد تأثرت بشكل خاص بهذه الانقطاعات في شهر يوليو 2025، لتتكرر الأزمة بشكل أوسع في أكتوبر 2025، مما أدى إلى حالة من الاستياء واسع النطاق بين المستخدمين.

​وقد اضطرت الشركة إلى اتخاذ إجراءات استدراكية بعد بعض هذه الأعطال، كإطلاق كود مجاني (*206\#) لتقديم تعويضات محدودة للعملاء المتضررين، مثل منحهم 5 جيجا بايت مجانية، وهو ما يُعد اعترافًا ضمنيًا بفشل جزئي في الحفاظ على استمرارية الخدمة.

خدمات القيمة المضافة

​كما لم تقتصر الشكاوى على جودة الاتصال فحسب، بل امتدت لتشمل قضايا خدمات القيمة المضافة، حيث أشار تقرير الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات للنصف الأول من عام 2025 إلى إطلاق خدمة الكود الموحد كآلية للحد من ظاهرة إشراك المستخدمين في خدمات مدفوعة دون علمهم أو موافقتهم الصريحة.

وهذا التضارب الجذري بين ريادة البنية التحتية وتدهور مستوى الخدمة المقدمة والدعم الفني يُشير بوضوح إلى أن فودافون، على الرغم من حفاظها على أكبر حصة سوقية في النصف الأول من العام، قد أخفقت في تحويل تفوقها التقني إلى رضا حقيقي للعملاء، مما يضع علامات استفهام كبيرة حول استراتيجيتها المستقبلية في إدارة العلاقة مع قاعدة عملائها المتنامية.

تم نسخ الرابط