رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

في عيد ميلاد محمد سعد.. فنان حارب نفسه وفضّل الصمت على التكرار

محمد سعد
محمد سعد

في يوم ميلاد الفنان محمد سعد، لا يبدو الاحتفاء به مناسبةً عابرة لاستعادة أشهر أدواره، بقدر ما هو فرصة للتوقّف أمام تجربة فنية استثنائية لفنان اختار طريقًا شاقًا، وواجه به النجاح قبل أن يواجه النقد، حين قرر ألا يكون أسيرًا لشخصية صنعت مجده.

من الهامش إلى الصدارة

بدأ محمد سعد مشواره الفني بأدوار صغيرة ومتفرقة، قبل أن يلفت الأنظار بموهبة كوميدية لافتة تعتمد على التفاصيل الدقيقة، وحسّ الشارع، والقدرة على التقاط المفارقات الإنسانية. 

ومع مطلع الألفية، انفجرت موهبته جماهيريًا عبر شخصية اللمبي، التي تحوّلت من مجرد دور سينمائي إلى ظاهرة اجتماعية حقيقية.

نجاح لا يُقاوَم وقيد ثقيل

حقّق “اللمبي” نجاحًا جماهيريًا غير مسبوق، لكنه في الوقت ذاته وضع محمد سعد أمام معادلة صعبة: إما الاستمرار في تكرار الشخصية وضمان النجاح السريع، أو المجازفة بالخروج من عباءتها بحثًا عن مساحة أوسع كممثل.

اختار محمد سعد الطريق الأصعب، ودخل في صراع مباشر مع الصورة التي أحبّها الجمهور عنه، فحاول تقديم شخصيات مختلفة ومتنوعة، بعضها نجح، وبعضها واجه انتقادات قاسية، لكنه في كل الأحوال ظل وفيًّا لرغبته في عدم الاستنساخ.

نجم شباك بلا ضجيج

على عكس كثير من أبناء جيله، لم يكن محمد سعد حاضرًا بقوة في المشهد الإعلامي أو على منصات التواصل الاجتماعي.

 ابتعد عن التصريحات، وفضّل أن يترك أعماله تتحدث عنه، حتى في فترات الغياب،
صمته لم يكن انسحابًا، بل موقفًا واعيًا لفنان يدرك أن الاستهلاك المفرط قد يطفئ بريق التجربة، وأن التوقيت أحيانًا أهم من الظهور الدائم.

بين الجماهيرية والرهان الفني

ظل محمد سعد نموذجًا لفنان دفع ثمن الجرأة في اختياراته، فالجمهور الذي صنع نجوميته كان في أحيان كثيرة أسرع في الحكم من الانتظار، بينما ظل هو متمسكًا بحقه في التجربة، حتى وإن خالفت التوقعات.

وبين مؤيد ومعارض، بقي اسمه حاضرًا كأحد أبرز نجوم الكوميديا الشعبية الذين تركوا بصمة واضحة في السينما المصرية.

قراءة في التجربة

تجربة محمد سعد لا يمكن اختزالها في نجاح أو إخفاق، بل هي رحلة فنان اختار ألا يكرّر نفسه، حتى لو كلّفه ذلك الابتعاد عن القمة لفترات. فقلّة هم الفنانون الذين يملكون شجاعة مواجهة النجاح ذاته.

تم نسخ الرابط