رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

غرف قصر عابدين واتهامات لم تثبت بالتجسس.. كاميليا لغز عمره 75 سنة

كاميليا
كاميليا

في ذكرى ميلاد كاميليا.. لماذا بقي وفاتها  لغزًا مفتوحًا حتى اليوم؟تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة كاميليا، إحدى أكثر نجمات السينما المصرية إثارة للجدل في أربعينيات القرن الماضي، ليس فقط بسبب جمالها اللافت ونجوميتها السريعة، بل أيضًا بسبب النهاية الغامضة التي أحاطت برحيلها المفاجئ.

ذكرى وفاة كاميليا

كاميليا، التي لم يمهلها القدر عمرًا فنيًا طويلًا، استطاعت خلال سنوات قليلة أن تفرض حضورها على الشاشة الفضية، وتتحول إلى واحدة من أيقونات الجمال والأنوثة في السينما المصرية، قبل أن يضع حادث سقوط الطائرة عام 1950 حدًا لمسيرتها الصاعدة.

ورغم مرور أكثر من سبعة عقود على وفاتها، لا يزال الغموض يحيط بملابسات الحادث، بعدما ارتبط اسم كاميليا بالعديد من الشائعات التي تجاوزت الإطار الفني، ووصلت إلى اتهامات ذات طابع سياسي، زعمت وجود دور خفي وراء الحادث، وهو ما لم يتم إثباته رسميًا حتى اليوم.

وساهمت شهرة كاميليا الواسعة، وعلاقاتها الاجتماعية المتشعبة، في تضخيم تلك الروايات، لتتحول وفاتها إلى مادة خصبة للتأويل والجدل، خاصة في ظل غياب معلومات موثقة تحسم الجدل بشكل قاطع.

ورغم قلة أعمالها السينمائية، بقي اسم كاميليا حاضرًا في الذاكرة الفنية، كنجمة خطفها الموت في أوج تألقها، تاركة خلفها سؤالًا مفتوحًا لم يجد إجابة واضحة هل كانت مجرد ضحية حادث مأساوي، أم أن وراء الرحيل قصة لم تُكشف فصولها بعد.

اسمها الحقيقى "ليليان فيكتور ليفى كوهين"، وُلدت فى 13 ديسمبر 1919 لأم مصرية كاثوليكية من أصل إيطالى تُدعى "أولجا لويس أبنور"، حملت بها سفاحًا وسط غموض حول هوية والدها. قيل إنه مهندس فرنسى، وروايات أخرى تؤكد أنه تاجر أقطان إيطالى هرب بعد إفلاسه، بينما تبنّاها لاحقًا الصائغ اليونانى اليهودى "فيكتور ليفى كوهين"، فأصبحت مسيحية بحكم الواقع، ويهودية على الورق.

بدأت حياتها كراقصة فى الملاهى الليلية لتعيل والدتها، حتى اكتشفها المنتج أحمد سالم عام 1946، ومنحها فرصة فى السينما.

ومنذ ذلك الوقت، أصبحت محط أنظار كبار المخرجين والمنتجين، بل وتهافت عليها الفنانون للزواج، من بينهم أنور وجدى وأحمد سالم.

العلاقة المحرمة والاتهامات بالتجسس


لم يكن جمال كاميليا وحده سبب شهرتها، بل علاقتها بالملك فاروق، حيث قيل إنها كانت عشيقته المفضلة، وسيدة قصر عابدين الحقيقية، حتى أنه عرض عليها السفر معه إلى أوروبا والزواج سرًا.

ومع تصاعد العلاقة، دخلت الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) على الخط، وفقًا لروايات عديدة، حيث أشيع أنهم جندوها لنقل أخبار القصر الملكى إلى تل أبيب، خاصة خلال حرب 1948.

نهاية في السماء


فى فجر 31 أغسطس 1950، استيقظت مصر على خبر تحطم الطائرة المدنية "ستار أوف ماريلاند" فى صحراء البحيرة.

كانت الطائرة تقل 48 راكبًا، بينهم كاميليا، حيث عُثر على جثتها وسط الرمال.

رغم الإعلان الرسمى بأن الحادث كان عطلًا فنيًا، إلا أن التكهنات لم تتوقف.

البعض قال إن الحادث مُدبر من قبل القصر الملكى، بعد علم فاروق بتورط كاميليا مع الموساد.

آخرون زعموا أن المخابرات الإسرائيلية نفسها تخلصت منها بعد انكشاف أمرها، بينما ذهب آخرون إلى أنها كانت مجرد راكبة عادية، وكان سقوط الطائرة مجرد مصادفة مأساوية.

رغم مرور أكثر من 75 عامًا على الحادث، لا تزال وفاتها واحدة من أكثر القضايا الغامضة فى تاريخ مصر، ليظل مصير كاميليا مقيدًا فى دفاتر "الجرائم ضد مجهول".

تم نسخ الرابط