كييف تتحرك دبلوماسياً: رد رسمي على الخطة الأميركية للسلام وتوافق مع واشنطن حول وثيقة اقتصادية لإعادة إعمار أوكرانيا

تشهد الأزمة الأوكرانية تطوراً سياسياً لافتاً بعد أن قدّمت كييف ردّها الرسمي على مشروع الخطة الأميركية لتسوية النزاع، وسط تحركات موازية من الدول الأوروبية لصياغة رؤية مشتركة للحل، وتقدّم ملحوظ في مسار التفاهمات بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والإدارة الأميركية بشأن أسس إعادة إعمار البلاد. 

وتأتي هذه الخطوات في مرحلة حساسة مع اقتراب الحرب من عامها الرابع.

كييف تسلم ردها على الخطة الأميركية

يؤكد الصحفي باراك رافيد في موقع "أكسيوس"، نقلاً عن مصادر خاصة، أن أوكرانيا قدّمت أمس الأربعاء ردها الرسمي على مشروع خطة السلام الأميركية إلى إدارة الرئيس دونالد ترامب. 

ويكتب رافيد على منصة "إكس": "قال لي مسؤولون أوكرانيون وأميركيون إن أوكرانيا قدمت ردها على مشروع خطة السلام الأميركية إلى إدارة ترامب"، في خطوة تعكس استعداد كييف للتعامل مع المبادرة الأميركية بجدية.

وتشير وكالة "بلومبرج" إلى أن سلطات كييف قدمت نسخة منقحة من الخطة الأميركية، ما يدل على وجود نقاشات تقنية وسياسية معمّقة بين الطرفين حول تفاصيل التسوية المقترحة.

تحرّك أوروبي موازٍ لوضع رؤية مشتركة للنزاع

توضح بلومبرج أن الدول الأوروبية تعمل حالياً على إعداد ثلاث وثائق رئيسية:

1. وثيقة تحدد رؤية أوروبية مشتركة لإنهاء النزاع.

2. وثيقة بشأن ضمانات أمنية لكييف.

3. وثيقة خاصة بملف إعادة إعمار أوكرانيا.

هذا التحرك يعكس مسعى أوروبي لعدم ترك الملف بالكامل في يد واشنطن، والسعي لصياغة موقف موحّد يضمن مصالح القارة خلال المرحلة المقبلة.

زيلينسكي يعلن توافقاً مع واشنطن حول مبادئ إعادة الإعمار

يعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده توصلت إلى توافق حول نقاط أساسية في خطة إعادة الإعمار، وذلك خلال اجتماعات مع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت ومسؤولين كبار آخرين.

ويشير زيلينسكي إلى أن المناقشات ركزت على وثيقة اقتصادية تمثل أساساً للتعاون الاقتصادي بعد الحرب. 

ويقول: "مبادئ الوثيقة الاقتصادية واضحة تماماً، ونحن على توافق كامل مع الجانب الأميركي".

الأمن شرط رئيسي لكل نمو اقتصادي

يشدد زيلينسكي في تصريحاته على أن الأمن الحقيقي هو الركيزة الأساسية لأي عملية إعادة إعمار ناجحة، مؤكداً أن "عندما يتوفر الأمن، يتوفر كل شيء آخر أيضاً".

ويشير كذلك إلى أن العمل مستمر على وثيقة أساسية من 20 بنداً تهدف إلى وضع إطار لإنهاء الحرب التي اقتربت من إتمام عامها الرابع منذ بدء الاجتياح الروسي عام 2022.

اجتماعات أميركية أوكرانية رفيعة المستوى

تشهد الاجتماعات مشاركة شخصيات أميركية بارزة، بينها جاريد كوشنر صهر الرئيس ترامب، إلى جانب لاري فينك الرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك، ما يعكس اهتماماً اقتصادياً ومالياً مباشراً بمرحلة ما بعد الحرب في أوكرانيا.

هذه التطورات السياسية والاقتصادية المتسارعة تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التفاوض، بينما تتجه الأنظار إلى ردود موسكو وتحركاتها المقبلة على الساحة الدولية.