لافروف يصعّد لهجته ضد الاتحاد الأوروبي: اتهامات بـ"العمى السياسي" وتحذير من وهم هزيمة روسيا
تشهد الأزمة الأوكرانية لحظة سياسية مشحونة مع استمرار الجهود الأميركية للتوصل إلى تسوية توقف الحرب الدائرة منذ سنوات، بينما تترافق هذه المساعي مع تصعيد واضح في الخطاب الروسي تجاه الاتحاد الأوروبي.
ويأتي ذلك بعد تصريحات قوية لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الذي انتقد ما وصفه بالأوهام الأوروبية حول إمكانية هزيمة موسكو.
لافروف ينفي نوايا الحرب ويحذر من الحسابات الخاطئة
يؤكد لافروف في كلمته أمام الجلسة العامة لمجلس الاتحاد الروسي أن بلاده لا تفكر مطلقاً في شن حرب على الدول الأوروبية، مشدداً على أن موسكو لا تحمل أي نيات عدائية تجاه التكتل الأوروبي.
ويشير الوزير الروسي إلى أن الحديث عن تهديد روسي مباشر للقارة مجرد مبالغات سياسية لا تعكس الواقع.
ويصف لافروف الاتحاد الأوروبي بأنه "يعاني من عمى سياسي ميؤوس منه"، مضيفاً أنه يعيش في وهم القدرة على إلحاق الهزيمة بروسيا.
ويرى أن هذا الموقف الأوروبي يعكس سوء تقدير خطير لطبيعة الصراع وقدرات موسكو.
تحذير روسي صارم من نشر قوات أوروبية في أوكرانيا
يكشف لافروف عن موقف روسي واضح حيال احتمال نشر قوات أوروبية في أوكرانيا، مؤكداً أن موسكو سترد بقوة إذا أقدمت دول الاتحاد الأوروبي على هذه الخطوة.
ويعتبر الوزير أن أي تدخل عسكري مباشر سيجرّ أوروبا إلى مرحلة جديدة من التصعيد، محذراً من تداعيات غير محسوبة على الأمن الإقليمي.
إشادة روسية بدور واشنطن وتفاهمات حول التسوية
يثمّن لافروف المساعي التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإيجاد حل للأزمة الأوكرانية.
ويعلن أن موسكو متفقة مع الولايات المتحدة على مواصلة العمل المشترك للوصول إلى تسوية سياسية توقف الحرب.
ويشكل هذا التصريح توازناً لافتاً في الخطاب الروسي، حيث يجمع بين انتقاد أوروبا من جهة والإشادة بالجهد الأميركي من جهة أخرى.
موسكو تجدد تأكيدها عدم السعي لحرب مع أوروبا
يواصل الكرملين رسائله المطمئنة، مؤكداً في تصريحات حديثة أن روسيا لا تنوي على الإطلاق الانخراط في حرب مع الدول الأوروبية.
وتأتي هذه المواقف في سياق محاولة روسية واضحة لتفنيد الاتهامات المتزايدة حول نوايا التصعيد العسكري، خصوصاً التوتر الحاد مع الاتحاد الأوروبي.
ملف الأصول الروسية يزيد التوتر بين الجانبين
يتصاعد الاحتكاك بين موسكو وبروكسل مع تلويح الاتحاد الأوروبي المتكرر بإمكانية تحويل الأصول الروسية المجمدة في الخارج إلى كييف لدعمها مالياً.
ويعد هذا الملف أحد أكثر نقاط النزاع سخونة، إذ تعتبره موسكو اعتداءً على ممتلكاتها السيادية.
انتقادات أوروبية للمبادرة الأميركية ورفض للتنازلات الإقليمية
تواجه الخطة الأميركية للسلام اعتراضات عدة من دول أوروبية، خصوصاً فيما يتعلق بفكرة تنازل كييف عن أجزاء من أراضيها لصالح روسيا.
ويعكس هذا الرفض انقساماً في المواقف الدولية تجاه سيناريوهات إنهاء الحرب.
ترامب يهاجم القادة الأوروبيين ويتهمهم بالضعف
يهاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب قادة أوروبا بلهجة مباشرة، واصفاً إياهم بالضعفاء الذين "لا يعرفون ماذا يفعلون".
ويتهم الاتحاد الأوروبي بعدم بذل أي مجهود حقيقي لوقف الحرب، مؤكداً أن مواقفهم تزيد الصراع تعقيداً.
وتقدم هذه التصريحات المتناثرة صورة واضحة عن أزمة تعيش تشابكات سياسية بين موسكو وواشنطن وبروكسل، بينما يظل مستقبل التسوية رهناً بمدى قدرة الأطراف على تجاوز خلافاتها والاتفاق على إطار يوقف نزيف الحرب.


