لا نريد انهيار إيران.. الخليج يمد يده إلى طهران ورؤية مشتركة في منتدى الدوحة 2025
تحضر النقاشات الخليجية الإيرانية على منصة منتدى الدوحة 2025 كأحد المسارات السياسية الأكثر حساسية في المنطقة، وسط تحولات عميقة في البيئة الأمنية واستمرار اختبار العلاقات بين الجانبين.
جلسة حملت عنوان سياسة الدفاع والأمن والوساطة في النزاعات وبناء السلام كشفت عن مواقف مباشرة ومعلنة، أبرزها تأكيد مجلس التعاون رغبته في استقرار إيران وازدهارها، ورغبة إيرانية مقابلة في بناء إطار مؤسسي للحوار.
الخليج يعلن موقفه: استقرار إيران هدف وليس تهديداً
يؤكد الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، خلال مشاركته في الجلسة، أن دول الخليج "لا تريد انهيار إيران"، بل تسعى لاستقرارها وازدهارها.
موقف يعكس رغبة واضحة في تجاوز سنوات التوتر، وتأسيس علاقة قائمة على المصالح المشتركة بدلاً من التصعيد.
يعرض البديوي ما وصفه بـ"المطالب البسيطة والأساسية" من دول المجلس تجاه إيران، مطالب ترتكز على مبادئ حسن الجوار، والالتزام بميثاق الأمم المتحدة، واحترام سيادة الدول، وتجنب التدخل في شؤونها.
ويشير الأمين العام إلى أن إيران تمتلك إرثاً حضارياً وثقافياً غنياً، مؤكداً أن دول الخليج لديها الكثير لتقدمه لطهران في حال تأسيس علاقة مستقرة.
دعوة تفتح الباب أمام تعاون اقتصادي وسياسي محتمل، يستند إلى المستقبل المشترك للمنطقة.
تحول اقتصادي خليجي يعزز الثقة بالنفس
تستند رؤية مجلس التعاون إلى مكانة اقتصادية صاعدة، كما يوضح البديوي، الذي يشير إلى تحول دول الخليج خلال ثمانية عقود إلى تاسع أكبر اقتصاد في العالم.
ويؤكد أن الناتج المحلي الإجمالي لدول المجلس بلغ العام الماضي نحو 2.4 تريليون دولار، ما يعكس حجم القوة الاقتصادية التي ترغب دول الخليج في مشاركتها مع إيران.
هذه الإشارة ليست منفصلة عن السياق السياسي للجلسة، بل تمثل رسالة بأن الخليج قادر على تقديم نموذج ناجح في التنمية والاستقرار، يمكن أن يسهم في دفع العلاقة مع طهران نحو مسار أكثر تعاوناً.
ظريف يرد: إيران قادرة على تجاوز الأزمات ومستعدة للحوار
يبرز وزير الخارجية الإيراني الأسبق، محمد جواد ظريف، موقفاً متوازناً في الجلسة، مؤكداً أن إيران قادرة على تجاوز أي أزمات تواجهها، مستشهداً بتاريخ طويل من التحديات التي تمكنت من عبورها.
ويعلن ظريف استعداد طهران الدائم للحوار، مشدداً على أهمية إضفاء الطابع المؤسسي على النقاشات القائمة بين إيران ودول مجلس التعاون، بما يضمن بناء رؤية مشتركة للمستقبل. موقف يعكس رغبة واضحة في تثبيت هيكل مستدام للتواصل السياسي بين الطرفين.
جلسة حوارية واسعة تحت مظلة إقليمية متغيرة
تشهد الجلسة مشاركة شخصيات مؤثرة، بينها ناتالي توتشي، مديرة معهد الشؤون الدولية الإيطالي، إلى جانب ظريف.
ويتولى إدارة النقاش الدكتور تريتا بارسي، نائب الرئيس التنفيذي في معهد كوينسي لحوكمة الدولة المسؤولة في واشنطن.
وتأتي هذه النقاشات وسط واقع إقليمي يزداد تعقيداً، حيث تتقاطع الأمنيات السياسية مع التحديات الأمنية، وتلوح فرص جديدة لبناء تفاهمات أوسع بين الخليج وطهران.


