كواليس لقاء نتنياهو وبلير السرّي.. خطة لتمكين السلطة وإدارة دولية لغزة عامين قابلة للتجديد
تشهد الساحة الإسرائيلية الفلسطينية تحركات غير مسبوقة خلف الأبواب المغلقة، تكشف عن مرحلة جديدة يجري إعدادها بعناية لليوم التالي في قطاع غزة.
لقاء سرّي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير فتح الباب أمام مقترحات حسّاسة، بينما تتسارع الاتصالات العربية والدولية لوضع شكل إدارة القطاع خلال العامين المقبلين تحت إشراف دولي مباشر.
تفاصيل جديدة برزت في الساعات الماضية، لتكشف ملامح خطة سياسية تُعدّ من أكثر الخطط طموحاً وتأثيراً منذ بداية الحرب.
لقاء سرّي يحسم ملامح المرحلة المقبلة في غزة
أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن لقاءً سرياً جرى قبل أسبوع داخل إسرائيل بين نتنياهو وتوني بلير، ركّز على التصور الدولي لليوم التالي في غزة.
يحمل اللقاء أهمية خاصة نظراً إلى الدور الوسطي الذي لعبه بلير تاريخياً في الملف الفلسطيني، إلى جانب علاقاته الواسعة بالمنطقة.
مقترح بلير: تجربة أولية لتمكين السلطة الفلسطينية
طرح بلير على نتنياهو فكرة تقوم على منح السلطة الفلسطينية إدارة مناطق محددة داخل غزة كمرحلة تجريبية قبل تعميمها على كامل القطاع.
تستهدف الخطوة اختبار قدرة السلطة على فرض الاستقرار وإدارة الملفات المدنية والأمنية بشكل ناجح، تمهيداً لتسوية أوسع.
تؤكد المصادر الإسرائيلية أن المقترح لم يُقابل بالرفض داخل الحكومة، حيث تجري نقاشات موسّعة حول آليات تطبيقه والضمانات المطلوبة لإنجاحه.
تشكيل مجلس السلام بقيادة ترامب لإدارة غزة
كشف دبلوماسي غربي ومسؤول عربي أن نهاية العام الجاري ستشهد إعلان هيئة دولية جديدة لإدارة غزة، تحمل اسم مجلس السلام، على أن يرأسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
يضم المجلس نحو اثني عشر قائداً من الشرق الأوسط والغرب، ويستلم تفويضاً أممياً لإدارة القطاع لمدة عامين قابلة للتجديد.
تأتي الفكرة ضمن إطار دولي أوسع يرى أن إدارة متعددة الأطراف قد تكون الحل الأنسب للمرحلة الانتقالية بعد الحرب، إضافة إلى ضمان مشاركة عربية فاعلة فيما يخص الأمن وإعادة الإعمار.
لجنة تكنوقراط فلسطينية لإدارة الشؤون اليومية
تشير المصادر إلى أن لجنة من التكنوقراط الفلسطينيين ستُشكّل قريباً لتتولى الإدارة اليومية للشؤون المدنية في غزة، مقابل بقاء الملف الأمني تحت إشراف المجلس الدولي خلال العامين الأولين.
وتتوقع الأطراف المعنية أن يتم الإعلان الرسمي عن الخطة نهاية عام 2025 خلال لقاء سيجمع ترامب بنتنياهو.
اتفاق أكتوبر: الأساس الذي بُنيت عليه التحركات الجديدة
شهد 9 أكتوبر اتفاقاً بين إسرائيل وحماس بوساطة مصرية وقطرية وأميركية وتركية لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة السلام التي قدّمها ترامب.
دخل وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر، وانسحبت القوات الإسرائيلية إلى الخط الأصفر مع احتفاظها بأكثر من نصف أراضي القطاع ضمن ما تصفه بمناطق السيطرة الأمنية.
من جانبها سلمت حركة حماس جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء، إضافة إلى 27 جثة من أصل 28 رفاتاً لجنود ومفقودين داخل غزة.


