توغل إسرائيلي جديد في بيت جن بريف دمشق.. إطلاق نار لترهيب المدنيين وحاجز عسكري يخنق الحركة
تصعيد ميداني جديد سجّلته المنطقة الحدودية بين ريف دمشق والقنيطرة، بعدما نفذت القوات الإسرائيلية تحركاً مفاجئاً داخل محيط بلدة بيت جن، وسط ممارسات أثارت ذعر المدنيين وأعادت التوتر إلى منطقة تخضع لاتفاقية فك الاشتباك منذ عقود.
التطورات الأخيرة جاءت بعد أقل من شهر على اشتباكات دامية شهدتها القرية، لتطرح أسئلة حول نوايا الجيش الإسرائيلي ومسار التصعيد في المناطق المحاذية للجولان المحتل.
توغل مدرّع في مفرق باب السد
شهد مفرق باب السد وسرية الدبابات، الواقعة على الطريق الواصل بين مزرعة بيت جن وكل من حضر وجباثا الخشب وطرنجة بريف القنيطرة، دخول قوة إسرائيلية مكوّنة من ثلاث دبابات وخمس آليات، وفق ما ذكرته وكالة "سانا".
يشكل هذا التحرك خرقاً جديداً لواقع المنطقة، التي يفترض أن تبقى ضمن خطوط التماس المحكومة باتفاقية فك الاشتباك لعام 1974.
إطلاق نار لترهيب رعاة المواشي
نفذت الآليات الإسرائيلية عملية إطلاق نار متقطع في الهواء، في خطوة هدفت إلى ترهيب رعاة المواشي وإبعادهم عن محيط المنطقة.
تعكس هذه الممارسات حالة التوتر التي تفرضها إسرائيل على محيط قرى ريف دمشق الغربي، في وقت يعيش فيه السكان المدنيون قلقاً متزايداً من احتمالات توسع هذه التحركات.
حاجز عسكري يقيّد حركة المارّة
أقامت القوات الإسرائيلية حاجزاً في موقع التوغل، ومنعت المارّة من المرور على الطريق الحيوي الرابط بين بلدات المنطقة.
تسبب ذلك الإجراء في تعطيل حركة السكان المحليين، وخلق حالة من العزل المؤقت، خصوصاً أن هذا الطريق يعد شرياناً أساسياً للتنقل بين بيت جن وريف القنيطرة.
بلدة بيت جن.. موقع حساس وتاريخ من التوتر
تمثل بلدة بيت جن، الواقعة على سفوح جبل الشيخ في ريف دمشق الغربي وعلى بعد نحو 10 كيلومترات فقط من الحدود مع الجولان المحتل، نقطة استراتيجية وحساسة منذ عقود.
تخضع البلدة لبنود اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974، والتي حدت نظرياً من التوتر العسكري في تلك المنطقة، غير أن السنوات الأخيرة شهدت خروقات متكررة.
اشتباكات دامية في نوفمبر الماضي
شهدت البلدة في 29 نوفمبر 2025 واحداً من أعنف الأحداث خلال سنوات، حين توغل جنود إسرائيليون داخل القرية واندلعت اشتباكات بينهم وبين السكان، ما أدى إلى مقتل 13 مدنياً سورياً، إضافة إلى إصابة عدد من الجنود الإسرائيليين.
تركت تلك الحادثة جرحاً عميقاً في ذاكرة أبناء البلدة، وزادت حساسية أي تحرك عسكري جديد.
تصعيد يهدد الهدوء الهش
تعكس التطورات الأخيرة حالة تصعيد مقلقة في منطقة تُعد من أكثر النقاط حساسية على خط التماس مع الجولان المحتل.
استمرار التوغلات الإسرائيلية وإجراءات الترهيب يثير مخاوف من تقويض الهدوء النسبي الذي فرضته اتفاقية فك الاشتباك، ويضع المدنيين في دائرة الخطر الدائم، وسط غياب حلول دولية حقيقية لوقف الانتهاكات المتكررة.


