رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

هل كانت الرياح السبب الحقيقي؟.. إلغاء رحلات البالون بالأقصر يشعل الجدل حول إجراءات السلامة

البالون الطائر
البالون الطائر

في واحدة من أكثر التجارب السياحية جذبًا لزوّار مدينة الأقصر، توقفت رحلات البالون الطائر التي تُعد رمزًا للمغامرة وأحد أهم أدوات الترويج لقطاع السياحة، بعدما شهدت سماء المدينة تقلبات مفاجئة في حركة الرياح فاقت الحدود المتعارف عليها للإقلاع الآمن القرار، الذي اتخذه قطاع الطيران المدني في الساعات الأولى من الصباح، سلّط الضوء من جديد على منظومة السلامة الجوية المرتبطة بهذه الرحلات التي تُحلّق فوق معابد وحقول وكنوز أثرية تمتد لآلاف السنين.

رياح غير مستقرة… بداية قرار عاجل

أفادت سلطات الطيران المدني في الأقصر بأن الساعات الأولى من صباح اليوم شهدت نشاطًا ملحوظًا للرياح، تجاوز الحدود المسموح بها لعمليات الإقلاع والتحليق لرحلات البالون الطائر، والتي تعتمد بشكل كامل على استقرار حركة الهواء في طبقات الجو القريبة من سطح الأرض.

ووفقًا للتقارير الملاحية، فقد جاءت سرعة الرياح أعلى من النسب التي تعتمدها الجهات المختصة كمعايير أساسية للانطلاق، ما دفع السلطات إلى فرض قرار الإيقاف الفوري حفاظًا على الأرواح، ولتفادي أي مخاطر قد تنشأ عن الاضطرابات المناخية المفاجئة.

معايير السلامة… السبب الحقيقي وراء الإلغاء

أوضحت المصادر الملاحية التي تابعت الموقف لحظة بلحظة أن القرار ليس استثنائيًا، بل يأتي تطبيقًا صارمًا لإجراءات السلامة الدولية التي تحكم عمل هذا النوع من الطيران.

وتشدد هذه المعايير على أنه لا يمكن السماح بأي رحلة إذا ظهرت مؤشرات جوية غير مطمئنة، خصوصًا في نشاط الرياح العمودية والأفقية، وتغير اتجاه الهواء بصورة مفاجئة، وهي عوامل كفيلة بتعريض البالون للانحراف أو فقدان السيطرة.

وأكدت المصادر أن استئناف الرحلات مرهون بتحسن الأحوال الجوية واستقرارها، وبعد حصول الإذن النهائي من الأجهزة المختصة التي تراقب الأجواء على مدار الساعة باستخدام أجهزة قياس متقدمة.

الأقصر… مدينة تُحلّق فوق التاريخ

الأقصر، التي تحتضن ثلث آثار العالم، تُعد من أبرز المدن التي انتشر فيها نشاط البالون الطائر على مدار السنوات الماضية.

وتجذب هذه الرحلات يوميًا عشرات السائحين من مختلف الجنسيات الذين يفدون للاستمتاع بمشهد بانورامي فريد لمعابد الكرنك والدير البحري ووادي الملوك وسهول غرب الأقصر.

وتُصنف تجربة البالون باعتبارها واحدة من أكثر التجارب التي تربط بين السياحة الترفيهية والسياحة الثقافية، حيث يمتزج الطيران الحر بمشهد تاريخي يضرب بجذوره لأكثر من 7 آلاف عام.

خسائر مؤقتة… وسلامة فوق كل اعتبار

ورغم أن توقف الرحلات ينعكس اقتصاديًا على الشركات المنظمة وعلى قطاع السياحة بالمدينة، فإن العاملين في المجال يؤكدون أن القرار يصب بشكل كامل في مصلحة الحفاظ على سلامة الزائرين، وهو أصل القاعدة التي يعتمد عليها قطاع البالون منذ تأسيسه.

كما أوضحت مصادر من شركات السياحة أن غالبية السائحين يتفهمون أسباب الإلغاء، نظرًا لأن هذه القرارات معمول بها دوليًا وتعتبر جزءًا من ثقافة السياحة المسؤولة، وأن أغلب الزائرين يعيدون جدولة رحلاتهم في اليوم التالي عادة بعد استقرار الأجواء.


مراقبة دقيقة… واستعداد دائم لعودة الانطلاق

تواصل غرف العمليات المختصة في الطيران المدني مراقبة حركة الرياح والتغيرات الجوية بدقة، تمهيدًا لاتخاذ قرار عودة الرحلات بمجرد استقرار الحالة الجوية.

وتؤكد السلطات أن أي قرار جديد سيعتمد على معطيات علمية بحتة وقياسات تتم وفق أحدث الأجهزة، وأن الهدف الأول والأخير هو ضمان أعلى درجات الأمان للسائحين والطيارين وفِرق التشغيل.

تم نسخ الرابط