بياض البيض على الحروق.. خرافة شعبية تسبب كارثة صحية
رغم الانتشار الواسع لوصفات "العلاجات السحرية" على فيسبوك وواتساب، لا يزال وضع بياض البيض النيء على الحروق واحدا من أكثرها خطورة.
علاج الحروق
العديد من مستخدمي شبكات التواصل يقترحون الوصفة ذاتها عند حدوث حرق بسيط في المطبخ: كسر بيضة ودهن البياض على المنطقة المصابة، بدعوى أنه "كولاجين طبيعي"، لكن خبراء الحروق يصفون هذه النصيحة بأنها ليست مجرد غير علمية، بل قد تكون خطيرة.
خطر العدوى هو السبب الأول
يحذر أطباء الطوارئ من أن البيض النيء قد يحتوي على بكتيريا السالمونيلا أو غيرها من الميكروبات، ما يعرض الجلد المحروق الذي تكون وظيفته الوقائية معطلة لاحتمال عدوى خطيرة قد تتطور إلى التسمم الدموي أو الوفاة.
كشفت دراسة طبية أن الحروق بطبيعتها مُعرّضة بشدة للعدوى، وأن تعريضها لبكتيريا موجودة في الأغذية النيئة يعد مخاطرة بالسلامة الصحية.
الأمر ذاته أكده خبراء حروق آخرون، جميعهم أجمعوا على نصيحة واحدة: لا تضعوا بياض البيض على الجلد المحروق مطلقًا.
وأشارت أنه لا يوجد أي دليل علمي يدعم هذا الأسلوب، وأن مخاطره تفوق أي فائدة مزعومة.
دراسات مضللة وحقائق مغلوطة
يشير البعض إلى دراسة إيرانية صغيرة عن مرهم يحتوي على بروتينات بياض البيض، لكن الخبراء يوضحون أن المرهم استخدم داخل مركز متخصص وفي ظروف دقيقة، إضافة إلى دمجه بمضاد ميكروبي يصرف بوصفة طبية، أي أن التجربة لا علاقة لها بوضع بياض بيضة عادية على حرق طازج في المنزل.
إلى جانب العدوى، يعد البيض من مسببات الحساسية، ما قد يسبب تفاعلات فورية وخطيرة لدى الأشخاص الحساسين.
وصفات منزلية خطيرة
بياض البيض ليس الخرافة الوحيدة، فهناك مواد شائعة يلجأ إليها البعض وتزيد الحروق سوءًا:
الزبدة والزيوت: تحبس الحرارة داخل الجلد وتزيد عمق الإصابة.
معجون الأسنان: ملوث، ويحتوي على مواد كيميائية مهيجة.
الثلج: يلحق ضررًا أكبر بالأنسجة المتضررة.
المايونيز والخردل والتوابل: غير معقمة وتحجب رؤية الجرح عند تقييمه طبيًا.
حتى الممارسات الخاطئة مثل فتح البثور أو تغطية الحرق بضمادات محكمة، تُفاقم الإصابة وتطيل فترة الشفاء.
ما الذي يجب فعله عند الإصابة بحرق؟
توصيات منظمة الصحة العالمية، والمعهد الوطني الأمريكي للعلوم الطبية العامة، تتفق على الخطوات الأساسية التالية:
1. تبريد الحرق بالماء البارد الجاري لمدة 20 دقيقة مع تجنب الثلج تمامًا.
2. وضع مرطب بسيط مثل جل الصبار أو مرهم مضاد حيوي يصرف دون وصفة.
3. تغطية المنطقة بضمادة نظيفة وغير لاصقة.
هذه الإجراءات وحدها تكفي في معظم حالات الحروق الطفيفة.
متى يمكن علاج الحرق في المنزل؟ ومتى يُعدّ طارئًا؟
يمكن علاج الحروق الصغيرة جدًا من الدرجة الأولى، وبعض حروق الدرجة الثانية السطحية، بشرط ألا تكون على الوجه أو اليدين أو القدمين أو الأعضاء التناسلية أو فوق مفصل كبير.
لكن يجب طلب الرعاية الطبية فورًا إذا كان الحرق:
كبيرًا أو عميقًا أو بدا أبيض أو متفحمًا
ناتجًا عن مادة كيميائية أو صدمة كهربائية
موجودًا في مناطق حساسة
مصحوبًا بعلامات عدوى مثل الصديد أو الرائحة الكريهة
لدى طفل أو مسن أو مصاب بمرض يؤثر في التئام الجروح مثل السكري
كما ينصح بالابتعاد عن الشمس خلال فترة الشفاء واستخدام مسكنات الألم المتاحة دون وصفة.
الخطوة الآمنة ليست في الثلاجة ولا في وصفات الواتساب؛ بل في الماء البارد، والضمادات النظيفة، والاستشارة الطبية عند الضرورة، أما بياض البيض ومعجون الأسنان والزبدة، فمكانها الوحيد هو قائمة الخرافات التي يجب التوقف عن تداولها.



