المراهنات الإلكترونية تهدد الشباب.. كيف تتحول التسلية الرقمية إلى إدمان قهري؟
تتصاعد التحذيرات في مصر والدول العربية من خطورة المراهنات الإلكترونية، خاصة مع تزايد أعداد الشباب الذين يقعون فريسة لهذا النوع من الألعاب المربحة للمنصات الرقمية، والخاسرة لممارسيها وفي ضوء هذه المخاطر، كشف أستاذ الطب النفسي هشام رامي عن التأثيرات النفسية الخطيرة لهذه الممارسات، مؤكداً أن الأمر لم يعد مجرد تسلية، بل تحول إلى إدمان سلوكي حقيقي يهدد الصحة النفسية والاجتماعية للمراهقين والشباب.
المراهنات الإلكترونية.. إدمان سلوكي بواجهة رقمية
أكد الدكتور هشام رامي خلال لقاء له في برنامج "كلمة أخيرة" على قناة "أون" أن المراهنات الإلكترونية تعد نوعاً من الإدمان السلوكي، مشدداً على أن سهولة الوصول إلى هذه التطبيقات جعلت الإدمان على الألعاب والمراهنات أمراً شائعاً بين الشباب.
وأضاف أن الطبيعة الرقمية لهذه التطبيقات تمنح المستخدم شعوراً بالتحكم الوهمي، بينما هو في واقع الأمر محاصر في دائرة مفرغة من الرهانات المستمرة والفوز الجزئي الخادع.
الدماغ والدوبامين.. لماذا يستمر اللاعب في الرهان؟
وأوضح أستاذ الطب النفسي أن التكرار المستمر للفوز الجزئي في المراهنات يحفز الدماغ على إفراز مادة الدوبامين، المسؤولة عن الشعور بالمتعة والمكافأة.
وأشار إلى أن هذه العملية تخلق ما وصفه بـ"الأمل الكاذب" لدى اللاعبين، ما يدفعهم إلى تكرار اللعب مراراً وتكراراً، حتى تتحول العادة إلى سلوك قهري يصعب السيطرة عليه، ويصاحبها اضطرابات نفسية مثل التوتر والقلق والاكتئاب.
أهمية النشاط اليومي والشبكات الاجتماعية
وحذر هشام رامي من أن الانغماس في المراهنات الإلكترونية يكون أسهل في غياب النشاط اليومي والروتين الصحي للفرد، مشيراً إلى أن ممارسة الرياضة والاشتراك في أنشطة جماعية يمكن أن يقلل من احتمال الوقوع في هذا الإدمان.
وشدد على دور الشبكة الاجتماعية الداعمة سواء كانت الأسرة أو الأصدقاء في توجيه الشباب بعيداً عن مخاطر المراهنات، ومساعدتهم على اكتساب مهارات إدارة الوقت والتحكم في الرغبات.
الشباب والفخ الرقمي
بين رامي أن الشباب هم الأكثر عرضة للوقوع في هذا الفخ الرقمي، خاصة مع إغراء الجوائز الصغيرة والمستمرة التي تقدمها التطبيقات، والتي تبقي المستخدم في دائرة مستمرة من الترقب والتوتر.
وأكد أن التوعية المبكرة بخطورة هذه المراهنات، وتقديم بدائل ترفيهية ورياضية وثقافية، يمكن أن تحد من انتشار الإدمان وتبعاته النفسية والاجتماعية.