رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

موسكو تنتظر تفاصيل خطة السلام.. وزيلينسكي يعيد تشكيل وفده بعد استقالة يرماك

المتحدث باسم الكرملين
المتحدث باسم الكرملين

تدخل مساعي التوصل إلى اتفاق سلام بشأن الحرب في أوكرانيا مرحلة جديدة من التعقيد، بعدما أعلنت موسكو أنها تنتظر معلومات دقيقة حول النقاط المتفق عليها في خطة السلام المقترحة قبل وصول الوفد الأميركي إلى العاصمة الروسية الأسبوع المقبل. 

وتزامن هذا التطور مع خطوة سياسية مفاجئة في كييف، تمثلت في استقالة أندريه يرماك، أحد أبرز المقربين من الرئيس الأوكراني، وإعادة تشكيل الوفد الأوكراني المفاوض بالكامل.

الكرملين: روسيا تنتظر توضيحات قبل وصول الوفد الأميركي

ذكرت وكالة "إنترفاكس" الروسية نقلًا عن الكرملين، أن موسكو تتوقع امتلاك صورة أوضح حول البنود التي تم الاتفاق عليها في خطة السلام بحلول موعد وصول الوفد الأميركي إلى موسكو خلال الأسبوع المقبل. 

ويؤكد هذا التصريح أن روسيا تربط استمرار المحادثات بوجود تفاهمات محددة يمكن البناء عليها.

وأضاف المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن موسكو تعمل وفق قناعة أن الحوار يجري حصراً مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الأطراف الأخرى وفي مقدمتها كييف تخضع لاعتبارات مرتبطة بالموقف الأميركي تجاه العملية التفاوضية.

استقالة يرماك تغيّر ملامح الوفد الأوكراني

شهدت كييف تطوراً مهماً بعد إعلان الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي استقالة رئيس مكتبه أندريه يرماك، الذي تولى سابقاً رئاسة وفد أوكرانيا في المحادثات مع الولايات المتحدة. وتشكل الاستقالة ضربة لهيكل التفاوض الأوكراني، نظراً لثقل يرماك السياسي وصلاته المباشرة بصنع القرار في الرئاسة.

وأكدت تقارير محلية أن الاستقالة جاءت في إطار أزمة سياسية داخلية ترافقت مع التحقيقات الجارية ضمن فضيحة الفساد الكبرى التي طالت مسؤولين بارزين في الحكومة، وهي القضية التي تسببت بتوترات واسعة في دوائر السلطة.

زيلينسكي يعلن تشكيل وفد جديد للمفاوضات مع واشنطن

أعلن الرئيس الأوكراني في رسالة مصوّرة بثها عبر قناته على "تلجرام" تشكيل وفد جديد لقيادة المفاوضات مع الولايات المتحدة، مؤكداً أن المحادثات ستبدأ قريباً.

وأشار زيلينسكي إلى أن تمثيل أوكرانيا في المحادثات سيتولاه رئيس هيئة الأركان العامة للقوات الأوكرانية أندريه غناتوف، إلى جانب سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع رستم أوميروف، بالإضافة إلى ممثلين عن وزارة الخارجية وجهاز المخابرات الأوكرانية.

ويعكس هذا التشكيل الجديد رغبة في إشراك المؤسسات العسكرية والأمنية بشكل أكبر داخل العملية التفاوضية، ما يشير إلى انتقال الملف من إطار سياسي بحت إلى إطار أمني واستراتيجي أشمل.

محادثات حساسة وسط حالة ارتباك سياسي

تؤكد تصريحات زيلينسكي أن الاجتماعات مع الجانب الأميركي ستُعقد قريباً، ما يعكس حرص كييف على تثبيت موقعها في مسار المفاوضات رغم الاضطرابات الداخلية. 

وتأتي هذه التطورات في وقت تبدو فيه الإدارة الأميركية ماضية في البحث عن صيغة تفاهم يمكن أن تفتح باباً لمفاوضات أوسع تشمل روسيا بشكل مباشر.

وترى مصادر دبلوماسية أن التغييرات داخل كييف قد تؤدي إلى إبطاء وتيرة المباحثات، لكن واشنطن وموسكو تبدوان حريصتين على اختبار إمكانية التوصل إلى نقاط مشتركة في ظل استمرار الضغط العسكري والاقتصادي على جميع الأطراف.

تم نسخ الرابط