رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

استجواب رستم أوميروف في أكبر فضيحة فساد بأوكرانيا.. الشخصية الأبرز في مفاوضات كييف تواجه عاصفة سياسية

استجواب الشخصية الأبرز
استجواب الشخصية الأبرز في مفاوضات كييف

تشهد أوكرانيا تطوراً سياسياً حاداً بعد الكشف عن استجواب أمين المجلس الوطني للأمن والدفاع رستم أوميروف، أحد أبرز الوجوه القيادية في مفاوضات السلام مع موسكو وواشنطن، على خلفية أكبر قضية فساد مالي تضرب البلاد منذ اندلاع الحرب عام 2022.

ويأتي هذا التطور ليضع الحكومة الأوكرانية تحت ضغط غير مسبوق، ويثير أسئلة حول قدرة كييف على الحفاظ على تماسكها الداخلي في خضم واحدة من أعقد المراحل السياسية والعسكرية.

استجواب شخصية محورية في المفاوضات

كشفت وسائل إعلام محلية، أمس الأربعاء، أن أوميروف خضع لاستجواب بصفته شاهداً من قبل محققي المكتب الوطني لمكافحة الفساد في إطار تحقيق واسع يتعلق بمخطط رشاوى تبلغ قيمته 100 مليون دولار. 

ويرتبط المخطط بشركة الطاقة النووية الحكومية، في قضية وصفها مراقبون بأنها الأكبر منذ بدء الحرب مع روسيا.
وجاء استدعاء أوميروف من قبل المكتب بهدف الحصول على إفادته حول ملفات مرتبطة بالمشتبه به الرئيسي تيمور مينديتش، الذي تتهمه التحقيقات بالضلوع في سلسلة معاملات مالية غير قانونية.

دور أوميروف البارز يضاعف التداعيات

يُعد رستم أوميروف واحداً من الشخصيات الأكثر نفوذاً داخل منظومة الأمن والدفاع الأوكرانية، كما أنه لعب دوراً محورياً في قيادة وفد كييف في المفاوضات مع روسيا والولايات المتحدة.
وتشير مصادر مطلعة نقلتها رويترز إلى أن أوميروف التقى خلال الشهر الجاري بالمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف في ميامي، لبحث مقترح سلام جديد، ما يعكس الثقل الذي يحتله في صياغة المستقبل السياسي والعسكري لأوكرانيا.

فضيحة تتفاقم وتضرب الحكومة الأوكرانية

شهدت القضية تصاعداً ملحوظاً خلال الأسبوعين الماضيين، بعد إعلان المكتب الوطني لمكافحة الفساد فتح تحقيق رسمي في مخطط الرشاوى، الأمر الذي تسبب في عاصفة سياسية تزداد حدتها يوماً بعد آخر.
ويعتبر المراقبون القضية أكبر تهديد داخلي يواجه الرئيس فولوديمير زيلينسكي منذ بدء العملية العسكرية الروسية، خاصة في ظل الضغوط الغربية التي تطالب أوكرانيا بإصلاحات جذرية ومحاربة الفساد بشكل جدي.

اتهامات واعتقالات تُربك المشهد في كييف

أسفرت التحقيقات الأولية عن توجيه اتهامات رسمية إلى سبعة أفراد، من بينهم خمسة تم وضعهم قيد الاحتجاز. 

وتشير المعلومات المتداولة إلى أن المشتبه بهم لعبوا أدواراً مختلفة في إدارة وتنفيذ مخطط مالي معقد يستهدف أموال قطاع الطاقة النووية.
وتفاقمت الأزمة السياسية عندما تمت إقالة وزيري العدل والطاقة من مناصبهما، رغم إصرارهما على نفي أي صلة لهما بالقضية.

تهديد مباشر لسلطة زيلينسكي

يمثل هذا الملف اختباراً حقيقياً لسلطات الرئيس زيلينسكي، الذي يواجه ضغوطاً داخلية وخارجية لضمان الشفافية داخل مؤسسات الدولة. 

ويعتقد محللون أن استمرار توسع التحقيقات قد ينعكس على تماسك الفريق الحكومي، ويؤثر على قدرة كييف على إدارة ملف الحرب والوساطات الدولية في آن واحد.

مستقبل القضية يحدد شكل المشهد السياسي القادم في أوكرانيا 

تترقب الأوساط الأوكرانية تطورات التحقيق خلال الأسابيع المقبلة، وسط توقعات بأن تتوسع القضية وتشمل شخصيات جديدة. 

ويبقى استجواب أوميروف، رغم أنه كشاهد، نقطة تحول كبرى قد تعيد تشكيل خريطة النفوذ داخل مؤسسات الدولة، وتلقي بظلالها على مسار المفاوضات مع روسيا والولايات المتحدة.

تم نسخ الرابط