تركيا تشيد بريادة السينما المصرية وتدعو لشراكات مشتركة.. السفير التركي يكشف ملامح مرحلة جديدة من التعاون السينمائي بين القاهرة وأنقرة

يشهد المشهد السينمائي بين مصر وتركيا مرحلة جديدة من التقارب الثقافي والفني، في ظل مشاركة تركية واسعة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وتصريحات لافتة للسفير التركي صالح موطلو شن تؤكد عمق الروابط التاريخية بين السينما المصرية والتركية.

وتكشف الكلمات الرسمية عن رغبة مشتركة في استثمار هذا الإرث الغني لبناء تعاون مستقبلي يمتد من الإنتاج المشترك إلى تبادل الخبرات وإحياء القصص التاريخية المشتركة بين البلدين.

السفير التركي يشيد بعراقة السينما المصرية وتأثيرها الواسع

يؤكد السفير صالح موطلو شن أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُعد واحداً من أعرق المهرجانات في المنطقة والعالم، مستنداً إلى قوة السينما المصرية التي شكّلت حضوراً طاغياً في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي. 

ويوضح أن السينما المصرية صنعت أسماء كبيرة من المخرجين والنجوم، وكان لها تأثير مباشر على السينما والموسيقى التركية خلال العقود الأولى من القرن العشرين.

يشرح السفير أن مصر لعبت دوراً محورياً في تشكيل الوعي الفني في المنطقة، وأن الإنتاج السينمائي المصري القديم كان يُشاهَد في تركيا كمرجع فني يقتدي به صناع السينما الأتراك.

تفاعل سينمائي وثقافي متجذر بين البلدين

يستعرض السفير تاريخ التطور السينمائي التركي، مشيراً إلى أن السينما والتلفزيون التركيَين شهدا نمواً تدريجياً منذ سبعينيات القرن الماضي حتى أصبحا اليوم قوة عالمية بفضل الدراما التركية المنتشرة في مختلف القارات. 

ويؤكد في الوقت نفسه وجود تراث سينمائي تركي راسخ، تطور بالتوازي مع التأثير المصري المستمر.

يشير شن إلى أن مشاهدة الأفلام المصرية القديمة تمنح المشاهد إحساساً بأنه يشاهد نظيراً تركياً، وهو انعكاس للتشابك الثقافي واللغوي والاجتماعي بين الشعبين. 

ويؤكد أن المدرستين السينمائيتين تابعتا بعضهما عبر العقود وتفاعلت كل منهما مع الأخرى بشكل وثيق.

قصص مشتركة تنتظر التحويل إلى أعمال سينمائية

يعرب السفير عن أمله في تحويل القصص التاريخية المشتركة بين مصر وتركيا إلى أعمال سينمائية وتلفزيونية عبر إنتاجات مشتركة.

ويشير إلى رغبته الخاصة في تحويل قصة زينب كامل هانم، التي يعمل كاتب مصري على روايتها، إلى فيلم مشترك يعكس عمق الروابط الثقافية والإنسانية بين البلدين.

يوضح شن أن قصة زينب كامل ليست سوى واحدة من مئات القصص المتشابهة التي تربط تاريخ الشعبين، ما يتيح فرصاً هائلة للتعاون الفني المشترك خلال السنوات المقبلة.

رواد مصريون أثروا في الثقافة التركية

يستحضر السفير رموز السينما والموسيقى المصرية الذين تركوا بصمة واضحة على الفن التركي، وفي مقدمتهم عمر الشريف، ويوسف شاهين، وأم كلثوم. 

ويؤكد أن هؤلاء الفنانين يحظون بمكانة كبيرة في تركيا، سواء بين الجمهور أو داخل الأوساط الفنية.

ويكشف عن معلومات تاريخية تعزز هذا التفاعل، منها زيارة الفنانة التركية الشهيرة موزين سنار إلى مصر ونزولها ضيفة على أم كلثوم في جزيرة الزمالك، إضافة إلى تفاعل أم كلثوم مع الموسيقيين الأتراك خلال فترات متفرقة.

تركيا ومصر وإيران.. مثلث السينما في المنطقة

يضع السفير شن مصر وتركيا وإيران ضمن ثلاثية الدول ذات التراث السينمائي العميق في الشرق الأوسط، مؤكداً أن هذه الدول تبادلت التأثير عبر الزمن وستواصل ذلك في المستقبل، خصوصاً في مجالات التجارة والصناعة والفنون.

يعرب عن أمله في أن يثمر هذا الإرث الغني تعاوناً أكبر بين القاهرة وأنقرة، وأن تسهم المهرجانات والإنتاجات المشتركة في تعزيز الحضور الفني المتبادل. 

ويرى أن المرحلة المقبلة يجب أن تشهد استفادة أكبر من هذا التنوع والثراء، وأن تتوسع الجسور الفنية بين البلدين.

إشادة تركية بالمشاركة في مهرجان القاهرة ورئاسة جيلان للتحكيم

يهنئ السفير التركي المخرج العالمي نوري بيلجي جيلان على توليه رئاسة لجنة تحكيم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، معبراً عن سعادته الكبيرة بهذا التقدير المصري لأحد أعلام السينما التركية.

ويشير في ختام كلمته إلى الشعبية الواسعة التي تحظى بها الدراما التركية في مصر، آملاً أن تسهم تلك الشعبية في دفع ممثلي التلفزيون التركي لزيارة القاهرة خلال الفترة المقبلة والتواصل مع صناع التلفزيون والسينما والجمهور المصري.

بيرول جوفن وحسين فهمي يؤكدان دعم التعاون المشترك

يعبّر بيرول جوفن، المدير العام للسينما في تركيا، عن سعادته بالمشاركة التاريخية لأنقرة في مهرجان هذا العام، مؤكداً استعداد الجانب التركي لدعم كل ما من شأنه تطوير التعاون بين السينما في البلدين.

ويعرب الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، عن ارتياحه العميق لمشاركة تركيا الواسعة، مثمناً مكانة نوري بيلجي جيلان كرئيس للجنة التحكيم، ومؤكداً ثقته في استمرار التعاون السينمائي بين القاهرة وأنقرة خلال السنوات القادمة.