ناصر الدولي يعزز الحضور المصري والإفريقي في منتدى الشباب الإفريقي 2025

تأتي مشاركة منتدى ناصر الدولي في منتدى الشباب الإفريقي 2025 بوصفها خطوة محورية تعكس صعود الدور الشبابي المصري والإفريقي في صياغة مستقبل القارة، وتأكيدًا على قدرة المبادرات الشبابية العابرة للحدود على تحويل الطموحات إلى واقع تنموي ملموس. 

واستضافت جمهورية جيبوتي أعمال المنتدى خلال الفترة من 4 إلى 6 نوفمبر 2025 تحت شعار “من الطموح إلى الفعل: الشباب كمحفزات للتنمية المستدامة”، بمشاركة واسعة أكدت أهمية الدور الاستراتيجي للشباب في تحقيق رؤية إفريقيا 2063.

مشاركة ناصر الدولي ترسخ الدبلوماسية الشبابية

جاءت مشاركة منتدى ناصر الدولي في هذا الحدث القاري تأكيدًا لالتزامه بتعزيز الدبلوماسية الشبابية على مستوى القارة، وترسيخ التكامل الإفريقي في مجالات القيادة والتنمية والابتكار.

وأوضح الباحث الأنثروبولوجي حسن غزالي، مؤسس منتدى ناصر الدولي، أن المشاركة المصرية تمثّل خطوة مهمة نحو دعم رؤية التكامل الشبابي، مشيرًا إلى رمزية استضافة جيبوتي للمنتدى بوصفها نقطة التقاء العالمين العربي والإفريقي.

وأشار غزالي إلى أن حضور المنتدى جاء متنوعًا ومعبّرًا عن قيم التعاون والتعددية التي يؤمن بها منتدى ناصر الدولي، مضيفًا أن الوفد ضمّ مجموعة من الشباب المنتمين لبيئات جغرافية وثقافية مختلفة، بما يعكس الامتداد الواسع الذي يعمل المنتدى في إطاره منذ انطلاقه عام 2019.

وفد شبابي متعدد الخلفيات والثقافات

ضمّ الوفد المصري والإفريقي ممثلين بارزين من دول عدة. وشارك من مصر كلٌّ من الدكتور محمد عز والمهندسة روان العمدة، بينما ضمّ الوفد الإقليمي المهندس حذيفة الحسن من السودان، والحقوقي بوبا فاتي من جامبيا، والناشطة الأممية ماليكة إلياس من جيبوتي.

ويجسّد هذا التنوع، بحسب غزالي، التزام المنتدى بتمكين الشباب من مختلف الدول، وتعزيز الحوار المشترك، وتبادل الرؤى حول قضايا القيادة والتنمية وريادة الأعمال. 

ويؤكد المنتدى من خلال هذه التركيبة أن مستقبل التنمية الإفريقية يعتمد على تعاون شبابي عابر للحدود يضع القارة على مسار تنموي مستدام.

حلقة نقاشية حول الأسواق الشاملة ودور الشباب

شهدت فعاليات المنتدى تنظيم حلقة نقاشية مهمة بعنوان “دور الأسواق الشاملة والأعمال الشاملة في تحقيق التكامل الإقليمي” بمبادرة من مجلس الشباب العربي والإفريقي. 

وأوضح المهندس حذيفة الحسن، الأمين العام للمجلس وخريج منحة ناصر للقيادة الدولية، أن الجلسة تناولت دور الشباب العربي والإفريقي في بناء مستقبل اقتصادي مشترك قائم على أسواق أكثر انفتاحًا، ونماذج أعمال تتيح فرصًا عادلة للتنمية المستدامة وتمكين الشباب.

وتطرقت الجلسة إلى ضرورة الانتقال من المبادرات الفردية المحدودة إلى شبكات تعاون إقليمية واسعة قادرة على تحقيق تأثير اقتصادي واجتماعي طويل المدى. 

كما استعرض ممثلو الوفد تجارب واقعية من مشروعات منتدى ناصر الدولي ومجلس الشباب العربي والإفريقي، الهادفة إلى دعم ريادة الأعمال، وتعزيز القدرات الشبابية، وتطوير مهارات القيادة بما يتماشى مع أولويات أجندة إفريقيا 2063.

رؤى شبابية تسعى لبناء أسواق إقليمية متكاملة

عرضت وفود منتدى ناصر الدولي رؤى شاملة حول التحديات التي تواجه بناء أسواق شاملة داخل القارة، وفي مقدمتها ضعف البنية الاقتصادية المشتركة، وصعوبة الوصول إلى الموارد، والحاجة إلى بيئة تشريعية داعمة. 

كما استعرض المتحدثون مجموعة من الفرص الواعدة التي يمكن للشباب الإفريقي الاستفادة منها، خصوصًا في مجالات التحول الرقمي والاقتصاد الأخضر والتجارة البينية.

وأكد ممثلو الوفد أن بناء أسواق شاملة يبدأ من تطوير مبادرات شبابية متصلة، وتوسيع قاعدة التعاون بين المؤسسات الشبابية، ودعم منصات الابتكار الإقليمي التي تُعد أحد أهم مداخل التكامل الاقتصادي في القارة.

منتدى ناصر الدولي.. منصة تنموية عابرة للحدود

يمثل منتدى ناصر الدولي منصة رائدة في مجال الدبلوماسية العامة، بوصفه نموذجًا يجمع بين الفكر والممارسة في إعداد قادة قادرين على الإسهام في التنمية الدولية. 

وانطلقت ملامح المنتدى الأولى عام 2019، قبل أن يتوسع ليضم تحت مظلته مجموعة من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى تعزيز التعاون الشبابي، وتطوير القيادة، وتبادل الخبرات عبر الحدود.

وتبرز من بين هذه المبادرات منحة ناصر للقيادة الدولية التي تعد واحدة من أبرز آليات بناء القدرات، إضافة إلى حركة ناصر الشبابية للتنمية الثنائية، ومدرسة الطليعة الوطنية، ومنصة ناصر الاجتماعية (تجريبية)، إلى جانب الموقع الإلكتروني الذي يسهم في تعزيز التواصل بين الشباب في مختلف الأقاليم.

تأتي مشاركة منتدى ناصر الدولي في منتدى الشباب الإفريقي 2025 لتعيد التأكيد على دور مصر الحيوي في دعم العمل الشبابي الإفريقي، وترسيخ مبادئ التعاون والتنمية المستدامة.

ويعكس هذا الحضور المتنوع رؤية إستراتيجية تستند إلى تمكين الشباب، وتطوير مهارات القيادة، وتوسيع شبكات التعاون، بما يجعل المنتدى أحد أهم منصات التأثير الإقليمي في القارة الإفريقية.