رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

اتفاق الدوحة يمهّد لسلام مُرتقَب بين الكونغو وحركة 23 مارس

اتفاق سلام بين الكونغو
اتفاق سلام بين الكونغو وحركة 23 مارس

تفتح الدوحة باباً جديداً للأمل في شرق الكونغو، حيث شهدت العاصمة القطرية توقيع اتفاق إطارٍ للسلام بين جمهورية الكونغو الديمقراطية وحركة 23 مارس المتمردة، في خطوة تراها الأطراف الدولية بداية لمسار طويل نحو إنهاء صراع دموي حصد آلاف الأرواح هذا العام وشرّد مئات الآلاف من المدنيين. 

يأتي الاتفاق بعد أشهر من مفاوضات شاقة، وسط مساعٍ متواصلة لإرساء تهدئة حقيقية على الأرض، رغم استمرار الاتهامات المتبادلة وتصاعد التوتر في مناطق القتال.

اتفاق إطارى في الدوحة يفتح الطريق نحو تهدئة محتملة

شهدت الدوحة السبت مراسم توقيع اتفاق إطارٍ للسلام بين ممثلي حكومة الكونغو وحركة 23 مارس، في خطوة اعتبرها مسؤولون أميركيون وقطريون تقدماً مهماً، رغم بقائها جزءاً من سلسلة طويلة من الإجراءات المطلوبة لإنهاء القتال شرق البلاد.
وقّع الجانبان وثيقة الإطار بحضور دبلوماسيين دوليين، بينما أكد الوسطاء ضرورة التزام الطرفين بتنفيذ بنود الاتفاق وفق جدول زمني واضح.

بروتوكولات متعددة تنتظر آليات تنفيذ دقيقة

كشف مسعد بولس، كبير المبعوثين الأميركيين للمنطقة، أن الاتفاق يتضمن ثمانية بروتوكولات، مشيراً إلى الحاجة لمزيد من العمل للتوافق حول آليات تنفيذ ستة منها.
وأكد بولس تعثر تنفيذ البروتوكولين الأولين المتعلقين بتبادل الأسرى ومراقبة وقف إطلاق النار، رغم الاتفاق عليهما خلال الأشهر الماضية، ما يعكس حجم التعقيدات التي تواجه مسار السلام.

تقدم عسكري للمتمردين يشعل المشهد شرق الكونغو

واصلت حركة 23 مارس توسيع نطاق سيطرتها على الأرض خلال العام الجاري، حيث استولت في يناير على مدينة جوما، أكبر مدن شرق الكونغو، ضمن عمليات تقول السلطات الكونغولية إنها تحظى بدعم مباشر من رواندا.

امتد تقدم الحركة إلى مقاطعتي نورث كيفو وساوث كيفو، في وقت تنفي فيه رواندا منذ سنوات تقديم أي دعم للمتمردين.
وباتت الحركة تسيطر على مساحات واسعة تفوق ما كانت تحكمه سابقاً، ما يعزز مخاوف السكان من استمرار عدم الاستقرار رغم الجهود الدبلوماسية.

تحليلات أميركية تربط الأزمة بانعدام الثقة العميق

اعتبر تيبور ناجي، مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق للشؤون الإفريقية، أن جذور الصراع تمتد إلى انعدام ثقة عميق بين الأطراف المتحاربة، مشدداً على أن السلام الحقيقي يحتاج إلى عمل دؤوب وليس إلى عمليات سلام سريعة وعابرة.
وأكد ناجي أهمية المتابعة الدقيقة للاتفاقات، معتبراً أن الالتزام الصارم وحده قادر على إنهاء العنف.

جولات دبلوماسية لم تُنهِ العنف المتصاعد

استمر الصراع في الكونغو على الرغم من جولات دبلوماسية متعددة في واشنطن والدوحة، بينما تبادل الجانبان الاتهامات بخرق الاتفاقات السابقة والتسبب في تعطيل المحادثات.
واستضافت قطر منذ أبريل عدة جولات تفاوض مباشرة ركزت على الشروط المسبقة وبناء الثقة، قبل التوصل في يوليو إلى إعلان مبادئ لم يحل القضايا الجوهرية، ثم اتفاق في أكتوبر حول مراقبة وقف إطلاق النار.

قطر تؤكد أن طريق السلام يبدأ بالثقة

أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري، محمد بن عبد العزيز الخليفي، أن اتفاق السبت وضع الطرفين على طريق السلام، مشدداً على أن "السلام لا يمكن فرضه بالقوة، بل يُبنى من خلال الثقة والاحترام المتبادل والالتزام الصادق".

تم نسخ الرابط