تطورات قطاع الغاز في مصر.. اكتشافات جديدة واستثمارات مرتقبة في الصحراء الغربية

يشهد قطاع الغاز الطبيعي في مصر نشاطًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، مدفوعًا باستراتيجية حكومية تستهدف رفع معدلات الإنتاج وتعزيز الاحتياطيات الوطنية، بما يضمن تلبية الطلب المحلي المتزايد وتقليل الاعتماد على الاستيراد. 

وفي هذا الإطار، تواصل وزارة البترول تنفيذ خطة توسعية تعتمد على تطوير الحقول القائمة واستخدام أحدث التقنيات العالمية في الحفر والتنقيب، بالتوازي مع فتح مناطق جديدة أمام الاستثمارات الدولية،  في مناطق عدة أبرزها بدر–15، التي سجلت أحدث الاكتشافات المهمة.

 مليون قدم مكعب من الغاز يوميًا

ويبرز في هذا السياق الاكتشاف الجديد في منطقة بدر–15 بالصحراء الغربية، والذي حققته شركة بدر الدين للبترول من خلال بئر BED 15-31، وقد أظهرت نتائج التشغيل الأولي للبئر إنتاجًا يبلغ نحو 16 مليون قدم مكعب من الغاز يوميًا، إضافة إلى 750 برميلًا من المتكثفات، مع توقعات بزيادة الاحتياطي القومي بحوالي 15 مليار قدم مكعب. 

وتشير المؤشرات الجيولوجية إلى أن طبقة "البحرية السفلى" في المنطقة تمتلك إمكانات واعدة، ما شجع على بدء تقييم شامل لتحديد مواقع جديدة لحفر آبار إضافية ستسهم في رفع إنتاج المنطقة خلال الفترة المقبلة.

استثمارات جديدة 

ويرى خبراء القطاع أن أهمية هذا الكشف لا تكمن فقط في أرقامه الحالية، بل في كونه مؤشرًا على قدرة الصحراء الغربية على استيعاب استثمارات جديدة وتحقيق اكتشافات مستقبلية، فقد أكد حسام عرفات رئيس شعبة المواد البترولية، أن الاكتشاف يمثل خطوة مهمة لدعم جهود تنمية الحقول، مشيرًا إلى أن الإنتاج الأولي يعتبر مقبولًا في هذه المرحلة المبكرة، مع توقعات بزيادته مع استمرار عمليات التقييم والحفر.

تطوير الحقول القديمة

من جانبه، أوضح أستاذ هندسة البترول رمضان أبو العلا أن وزارة البترول تركز خلال الفترة الأخيرة على تطوير الحقول القديمة وزيادة إنتاجها، إلى جانب متابعة اكتشافات جديدة قيد الدراسة، ورغم أن هذه الاكتشافات لا تزال أقل من إنتاج الحقول العملاقة مثل "ظهر"، الذي يبلغ 2.7 مليار قدم مكعب يوميًا، إلا أنها تشكل إضافة مهمة تدعم الاحتياطي الاستراتيجي وتعزز أمن الطاقة في البلاد.

مزايدة عالمية للتنقيب

وفي إطار دعم مناخ الاستثمار، استعرض المهندس كريم بدوي، وزير البترول، خلال لقائه رئيس مجلس الوزراء، مستجدات الخطة التوسعية للوزارة، مشيرًا إلى توقيع عدة اتفاقيات جديدة خلال مشاركة مصر في معرض ومؤتمر "أديبك 2025"، إلى جانب الإعلان عن مزايدة عالمية للتنقيب في أربع مناطق واعدة بالبحر الأحمر.