رائد الديب يكتب: نار تحت رماد.. إيران تحشد صواريخها وإسرائيل تتوعد
إرث باق من الجولة الأولى لتبادل الهجمات بين كل من إسرائيل وإيران.. حرب لم ينطفئ جمرها بعد.. وحرب غزة التي صمت صوت المدافع في الجنوب الفلسطيني، لكن أصداء انفجاراتها ما زالت تتردد في سماء المنطقة بأسرها.. نار تحت رماد.. وعالم يترقب صمت طهران الحذر، وعيون تل أبيب الشاخصة تجاه الشرق..
صورة معركة ترتسم، ورياح مواجهة تتسلل بعد انقشاع غبار الدمار في غزة.. وسباق محموم داخل إيران لإعادة بناء ترسانتها الصاروخية استعدادا للجولة الثانية التي يتغنى بها كل طرف في تهديداته للآخر، جولة ربما لو اندلعت قد تكون أعنف من التي اشتعلت على أنقاض غزة.. رياح حرب قد تشتعل في لحظة تجاه الشرق، بتطلعات تل أبيب نحو تدمير أي قوى عسكرية تراها تهديدا لها، وتخوفات إسرائيلية مدججة بالسلاح الأمريكي، وتهديدات مستمرة تتحدث عن "ضرورة استكمال المهمة" والقضاء على التهديد الإيراني..
وبدورها ترد طهران بلهجة مشحونة بالعزم، معلنة أن "المواجهة مسألة وقت".. وهذا ما أكدته تقارير "نيويورك تايمز"، و"سي إن إن"، أن إيران لم تهدأ بعد حرب الصيف الماضي، بل دخلت مرحلة جديدة من إعادة التسليح لترسانة صورايخها المتطورة بشكل مستمر، لتعمل مصانع إيران الصاروخية على مدار الساعة لإنتاج كم أكبر من الصواريخ الباليستية، أضعاف ما أُطلق خلال 12 يوما في الحرب السابقة.. تقارير كشفت عزم إيران التجهيز لمعركة أكبر، في ظل تقديرات استخباراتية تشير إلى أن طهران استعادت نصف مخزونها الصاروخي، وتعمل الآن على مضاعفته.. أما إسرائيل، فتصف حملتها السابقة بأنها "عمل غير مكتمل"، وتستعد لفتح النار من جديد في أي لحظة.
وواشنطن تلوح بعقوبات جديدة على طهران؛ لتضع في الداخل الإيراني، ما بين مؤيد للحل التفاوضي، ومن يرى المواجهة هي الخلاص، وكلا الطرفان يتفقان على أن المعركة مقبلة لا محالة..
وما بين رماد غزة ولهيب طهران، تتشكل ملامح حرب جديدة.. فإسرائيل تتأهب، وإيران تتسلح، والعالم يراقب مشهدا قد يعيد نفسه بوجوه أكثر توترا وساحات أوسع... فتلشرق الأوسط بات يعيش بين هدنة هشة وانفجار مؤجل.. ليأت السؤال الحتمي: هل تندلع حرب ثانية تفتح جرحا جديدا في جسد المنطقة المشتعل منذ غزة؟