رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

انفجار دموي يهزّ إسلام آباد.. باكستان تتوعّد بالرد بعد هجوم انتحاري تبنّته طالبان

الداخلية الباكستانية
الداخلية الباكستانية

شهدت العاصمة الباكستانية، أمس الثلاثاء، انفجاراً هائلاً خارج مباني محكمة تقع في منطقة سكنية بإسلام آباد، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.
السلطات أكدت أن الانفجار وقع قرب سيارة للشرطة عند مدخل المحكمة، فيما أحدثت قوته أضراراً جسيمة في المكان وأشاعت حالة من الذعر بين المواطنين.

وزير الداخلية الباكستاني محسن نقوي أعلن أن التفجير نُفذ بواسطة انتحاري، وأسفر عن مقتل 12 شخصاً على الأقل وإصابة آخرين، بعضهم في حالة حرجة، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”.

تحقيقات موسّعة وسط تأهب أمني

الوزير أوضح في تصريحات للصحافيين من موقع الانفجار أن المهاجم حاول دخول مبنى المحكمة سيراً على الأقدام، لكنه فشل في تجاوز الحواجز الأمنية، فقام بتفجير العبوة الناسفة خارج البوابة بعد أن انتظر هناك نحو ربع ساعة.

وأشار نقوي إلى أن السلطات الأمنية تحقق في الحادث من زوايا مختلفة، قائلاً: “هذا ليس مجرد تفجير آخر.. لقد وقع في قلب العاصمة إسلام آباد نفسها”.

وعقب الانفجار، فرضت قوات الأمن طوقاً واسعاً حول المنطقة المستهدفة، فيما تم نقل المصابين إلى المستشفيات القريبة، وأعلنت وزارة الصحة حالة الطوارئ في مستشفيات العاصمة.

روايات شهود العيان تكشف لحظات الرعب

أصوات الانفجار دوّت في أنحاء العاصمة إسلام أباد، فيما سادت حالة من الفوضى داخل المجمع القضائي.
المحامي رستم مالك روى لـ“فرانس برس” تفاصيل اللحظة قائلاً: “عندما أوقفت سيارتي ودخلت المجمع، سمعت دوي انفجار قوي عند البوابة الرئيسية”.
شاهد آخر أكد أن المكان تحول إلى ساحة فوضى تامة، حيث هرع المحامون والناس إلى داخل المبنى بحثاً عن الأمان، مضيفاً أنه رأى جثتين على الأرض وعدة سيارات مشتعلة أمام المحكمة.

طالبان تتبنى الهجوم وتتوعد بالمزيد

في وقت لاحق، أعلنت حركة طالبان الباكستانية مسؤوليتها عن التفجير الانتحاري.
وجاء في بيان صادر عن الحركة وأُرسل إلى الصحافيين: “أحد عناصرنا هاجم محكمة في إسلام آباد، وسنواصل العمليات ضد من يصدرون أحكاماً غير إسلامية ومن ينفذونها ويحتمون بها حتى تُطبّق الشريعة في كل أنحاء البلاد”.

تبنّي الحركة للهجوم أعاد المخاوف من تصاعد موجة العنف في باكستان، بعد سلسلة تفجيرات مماثلة شهدتها البلاد خلال العام الجاري، استهدفت مقرات أمنية ومواقع حكومية.

رد رسمي حازم وتعهد بالانتقام

وزير الدفاع الباكستاني شدد في أول تعليق رسمي على الحادث على أن بلاده “قادرة على الرد”، مؤكداً أن الحكومة لن تسمح بعودة الإرهاب إلى شوارع العاصمة.
وقال في بيان مقتضب إن أجهزة الأمن ستتعامل بحزم مع منفذي الهجوم ومن يقفون وراءه، مشيراً إلى أن الهجوم يستهدف زعزعة استقرار البلاد وإحباط جهودها في مكافحة التطرف 

إسلام آباد في حالة استنفار

عقب الحادث، أعلنت السلطات تعزيز الإجراءات الأمنية على مداخل ومخارج العاصمة، وفرضت نقاط تفتيش جديدة في المناطق الحساسة، بما في ذلك محيط المؤسسات الحكومية والقضائية.

وشهدت المدينة انتشاراً مكثفاً لقوات الأمن والشرطة، في ظل مخاوف من هجمات أخرى قد تستهدف مواقع حيوية أو رمزية.

باكستان أمام تحدٍ أمني متجدد

الانفجار الأخير يعيد إلى الأذهان سلسلة الهجمات الدموية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية، في وقت تواجه فيه إسلام آباد تحديات أمنية واقتصادية متشابكة.

تم نسخ الرابط