رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

محمد العراقي يكتب: الدكتور إبراهيم عون.. طبيب الإنسانية الذي جعل الطب رسالة ورحمة

تفصيلة

لم يكن الراحل الدكتور إبراهيم عون، أستاذ النساء والتوليد بجامعة الأزهر الشريف، مجرد طبيب بارع في مجاله أو أستاذ جامعي مرموق، بل كان نموذجا فريدا للطبيب الإنسان، الذي اختار أن يجعل من الطب رسالة قبل أن يكون مهنة، ومن العطاء نهجا لحياته اليومية حتى آخر لحظة في عمره.

وكرس الدكتور إبراهيم عون حياته لخدمة العلم والمرضى، فكان من أبرز الأساتذة الذين تخرج على أيديهم أجيال من الأطباء داخل جامعة الأزهر وخارجها ولم يبخل بعلمه على أحد، وكان دائم التوجيه لتلاميذه، يزرع فيهم قيم الرحمة والتواضع قبل المهارة الطبية وكان يردد دائمًا أن الطبيب الحقيقي هو من يخفف آلام الناس لا من يثقل كاهلهم بالفواتير.

وفي عيادته البسيطة، ظل لسنوات طويلة يستقبل المرضى من مختلف الطبقات الاجتماعية، ويجعل كشفه زهيدا للغاية، إيمانا منه بأن واجبه الإنساني أكبر من أي مقابل مادي وكان يعرف بأسمائهم، يسأل عن أسرهم، ويتابع حالاتهم بنفسه دون تردد أو ملل.

ولم يكن يسعى وراء شهرة أو منصب، بل كان يكتفي بالدعوات الصادقة التي كانت تنهال عليه من المرضى الذين وجدوا فيه الطبيب الرحيم والأخ الحنون.

وبرحيله، فقدت جامعة الأزهر واحدًا من رموزها المضيئة، وفقد المجتمع طبيبًا نادر الطراز حمل في قلبه الرحمة وفي يده العلم، فجمع بين الإنسان والعالم في أبهى صور العطاء.

رحم الله الدكتور إبراهيم عون، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه خيرًا على ما قدمه من علم نافع وقلوب شفاها بصدق وإخلاص.

تم نسخ الرابط