رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

تمرد داخل الديمقراطيين.. غضب يطالب بإزاحة شومر بعد رضوخ مهين لترامب

الجمهوريون والديمقراطيون
الجمهوريون والديمقراطيون يصطدمون تحت قبة الكونجرس

تشهد الساحة الديمقراطية الأميركية حالة فوران سياسي غير مسبوقة عقب تمرير مجلس الشيوخ خطوة أولى نحو اتفاق تمويلي ينهي أطول إغلاق حكومي تضرب به الولايات المتحدة منذ أكثر من عشر سنوات. 

وصوت أعضاء المجلس على تجاوز عقبة إجرائية تفتح الباب أمام إقرار مشروع قانون تمويل مؤقت، بينما انفجرت الانتقادات داخل الحزب بمجرد إعلان النتائج.

انتقادات لاذعة لقيادة شومر

يشكل الاتفاق نقطة اشتعال داخل الكتلة الديمقراطية الجناحية في مجلسي الشيوخ والنواب، حيث صعّد نواب الجناح التقدمي هجومهم المباشر على زعيم الأغلبية الديمقراطية تشاك شومر، متهمين إياه بأنه "رضخ" للرئيس دونالد ترامب وقدم تنازلات مجانية في مفاوضات الإغلاق. 

ويؤكد المشرعون الغاضبون أن الاتفاق جاء بلا ضمانات تشريعية حول ملفات التأمين الصحي والإسكان والحد الأدنى للأجور، وهي قضايا يعتبرونها “مراكز ثقل” في مشروع الحزب السياسي.

دعوات علنية لتغيير القيادة

يتخذ الغضب خطوة أبعد بعدما لمح بعض النواب إلى ضرورة "تغيير قيادة الأغلبية" داخل مجلس الشيوخ. 

ويقول هؤلاء إن شومر ضاع وسط الحسابات السياسية عندما قبل بتمرير قانون مؤقت دون اشتراطات واضحة تتعلق ببرامج الرعاية الصحية وقانون أوباماكير. 

ويكشف أحد أعضاء الحزب لصحيفة “نيويورك بوست” قائلاً: "الاتفاق استسلام كامل، خرج الجمهوريون منتصرين بينما لم نحصل على أي مكاسب ملموسة للطبقة العاملة".

دفاع عن شومر وسط عاصفة الانتقادات

يقف مقربون من شومر في خط المواجهة للدفاع عن موقفه، مؤكدين أن الهدف الاستراتيجي الأول كان "إعادة تشغيل الحكومة" بعد أسابيع من الشلل المؤسسي الذي أصاب الموظفين الفيدراليين والبرامج الخدمية. 

ويرى هؤلاء أن "المعركة الكبرى" مؤجلة لما بعد فتح المؤسسات، وأن الحزب ما زال قادرًا على خوض مفاوضات شرسة حول الملفات الاجتماعية والاقتصادية.

تصدّع داخلي يزيد هشاشة الحزب

يكشف المحللون في واشنطن أن الانقسام الحالي يعكس شرخًا أعمق بين التيار الوسطي الساعي لتسويات عملية والجناح اليساري الذي يرفض أي مهادنة مع إدارة ترامب. 

ويحذر محللون من تأثير هذا التوتر على استعداد الحزب للانتخابات النصفية المقبلة، خاصة مع تنامي صورة قيادة ديمقراطية قابلة للتنازل في لحظات التفاوض الحاسمة.

مواقف نارية من أصوات ليبرالية بارزة

يطلق حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، أحد أبرز الوجوه الليبرالية، تصريحات نارية واصفًا الاتفاق بأنه "مهين وغير مقبول". 

ويقول: "ما حدث ليس انتصارًا للديمقراطية، بل خضوع لابتزاز سياسي متواصل".

اتفاق يمهّد لإنهاء الإغلاق وأزمة داخلية تتصاعد

تأتي هذه التطورات بينما يستعد مشروع القانون للانتقال إلى مجلس النواب قبل وصوله لمكتب الرئيس ترامب، وسط تأكيدات بأن البيت الأبيض يدعم الصيغة الحالية التي تضمن تمويلًا مؤقتًا للحكومة لمدة ستة أشهر. 

ويشير محللون إلى أن التصويت قد ينهي الإغلاق، لكنه لن يطفئ نار الغضب داخل الحزب الديمقراطي الذي يرى في هذه الصفقة "اختلالًا سياسيًا" سيؤثر في معاركه المقبلة حول الصحة والضرائب والسياسة الخارجية.

تم نسخ الرابط