رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

اختفاء المدعية العامة العسكرية الإسرائيلية بعد رسالة انتحار غامضة.. هل دفعت ثمن فضح جرائم سدي تيمان؟

المدعية العامة العسكرية
المدعية العامة العسكرية الإسرائيلية

هزّ الشارع الإسرائيلي صباح اليوم خبر اختفاء المدعية العامة العسكرية الإسرائيلية يفعات تومر يروشالمي، بعد أن تركت رسالة انتحار داخل منزلها، وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية. 

وتواصل السلطات منذ ساعات عمليات بحث مكثفة بعد انقطاع الاتصال بها في ظروف غامضة أثارت تساؤلات عميقة داخل الأوساط السياسية والعسكرية.

رسالة أخيرة قبل الاختفاء

مصادر إعلامية إسرائيلية ذكرت أن الرسالة التي تركتها يروشالمي كانت قصيرة وغامضة، دون توضيح دوافعها أو مضمونها الكامل، ما فتح الباب أمام تكهنات بشأن ضغوط مهنية ونفسية تعرضت لها خلال الأشهر الماضية. 

وجاء اختفاؤها بعد أسابيع قليلة من تقديم استقالتها التي أحدثت زلزالاً في أروقة الجيش الإسرائيلي.

استقالة المدعية العامة العسكرية الإسرائيلية فجّرت الغضب والاتهامات

استقالة المدعية العامة العسكرية الإسرائيلية لم تمر مرور الكرام، إذ نُسب إليها المساهمة في كشف جرائم ارتكبها جنود إسرائيليون داخل سجن “سدي تيمان”، وهو أحد أكثر المعتقلات إثارة للجدل بسبب الانتهاكات المروعة التي تجري داخله بحق الأسرى الفلسطينيين. 

الاستقالة أثارت غضباً داخل المؤسستين السياسية والعسكرية، خاصة بعد أن أعلنت يروشالمي تحمّلها مسؤولية نشر مواد إعلامية "لمواجهة الدعاية الكاذبة" لمسؤولين في الجيش، وفق ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت.

تحقيقات وفضائح داخل الجيش الإسرائيلي

تزامنت استقالة المدعية العامة العسكرية الإسرائيلية مع فتح الجيش الإسرائيلي تحقيقاً جنائياً بشأن تسريب مقطع مصوّر صادم، يظهر جنوداً يعتدون بوحشية على أسير فلسطيني داخل سجن “سدي تيمان”.

المقطع، الذي يعود إلى أغسطس 2024، كشف ممارسات قاسية بحق معتقلين، ما دفع المنظمات الحقوقية للمطالبة بإغلاق السجن فوراً.

فظائع سدي تيمان تفضح الانتهاكات

وسائل إعلام عبرية، من بينها هآرتس، أكدت أن النيابة العسكرية وجهت في فبراير الماضي لائحة اتهام ضد خمسة جنود بتهمة الاعتداء الخطير على أسير فلسطيني تسبب له في كسر بالأضلاع وتمزق داخلي. 

إلا أن المحكمة الإسرائيلية فرضت حظراً على نشر أسمائهم، بينما ظل المتهمون طلقاء دون قيود قانونية، ما فجر انتقادات واسعة للمنظومة القضائية العسكرية.

شهادات مرعبة من داخل السجن

في مايو الماضي، كشف أحد الجنود الإسرائيليين عن تفاصيل مروعة داخل سجن “سدي تيمان”، مؤكداً وقوع عمليات تعذيب حتى الموت، وإجراء جراحات قسرية دون تخدير، في مشهد يعكس ما وصفته منظمات حقوقية بـ"الوحشية المنظمة". 

التقارير الحقوقية الفلسطينية والإسرائيلية قدّرت عدد الأسرى في السجون الإسرائيلية بأكثر من 10 آلاف معتقل، بينهم نساء وأطفال يتعرضون للتجويع والإهمال الطبي المتعمد.

خلفية دامية لحرب مستمرة

تأتي هذه التطورات في ظل حرب إسرائيلية مستمرة على قطاع غزة منذ 8 أكتوبر 2023، وصفتها الأمم المتحدة بأنها "إبادة جماعية"، إذ تجاوز عدد القتلى 68 ألفاً، وأصيب أكثر من 170 ألفاً، معظمهم من النساء والأطفال. 

كما دُمّر نحو 90% من البنية التحتية المدنية، وسط تقديرات دولية بأن تكلفة إعادة الإعمار قد تصل إلى 70 مليار دولار.

صمت رسمي وغموض متزايد

لم تصدر وزارة الدفاع أو الجيش الإسرائيلي أي تعليق رسمي حول مصير يروشالمي، بينما تتصاعد التكهنات بين فرضية الانتحار ومحاولات إخفاء قسري مرتبطة بملفات حساسة تمس صورة المؤسسة العسكرية. 

ويبقى السؤال مفتوحاً: هل كانت المدعية الإسرائيلية ضحية ضغوط أم شاهدة أراد البعض إسكاتها إلى الأبد؟

تم نسخ الرابط