باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

برلمانية تحذر من انقسام الطوائف داخل المنيا.. ماذا حدث؟

النائب مها عبد الناصر،
النائب مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب

علقت النائبة مها عبد الناصر، نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وعضو مجلس النواب، علي الأحداث الطائفية التي شهدتها قرية نزلة جلف التابعة لمركز بني مزار بمحافظة المنيا خلال الساعات الماضية، والتي أسفرت عن توترات وإشتباكات بين عدد من المواطنين أدت إلى إتلاف بعض الممتلكات الخاصة، نؤكد أن ما وقع يمثل حلقة جديدة من سلسلة أحداث متكررة تضرب في عمق قيم التعايش والمواطنة التي يقوم عليها المجتمع المصري، وأن التعامل مع مثل هذه الوقائع لا يحتمل التهاون أو التسويف.

عبد الناصر عن الأحداث الطائفية الأخيرة بمحافظة المنيا: تمسّ نسيج الوحدة الوطنية 

وأشارت عبدالناصر إن ما حدث في المنيا لا يمكن اعتباره حادثاً فردياً أو خلافاً عابراً، بل هو واقعة طائفية تمسّ نسيج الوحدة الوطنية وتستوجب تحركاً فورياً من أجهزة الدولة كافة، لأن تكرار هذا النمط من الأحداث في المحافظة ذاتها على مدى السنوات الماضية يؤكد وجود جذور اجتماعية وثقافية تحتاج إلى دراسة ومعالجة شاملة، ولا يجوز بأي حال أن نكتفي بالمعالجات الأمنية المؤقتة أو بالتصالحات الشكلية التي لا تُنهي أسباب التوتر من جذورها.

برلمانية تحذر من انقسام الطوائف داخل المنيا.. ماذا حدث؟

وأكدت النائبة مها عبد الناصر لذلك، نطالب بـ تحقيق عاجل وشفاف في تفاصيل ما جرى، وإعلان نتائجه للرأي العام، وضمان تطبيق القانون بكل حسم وعدالة على جميع الأطراف دون أي استثناء أو تمييز، حتى لا يتكرر هذا المشهد مرة أخرى، كما نُعلن رفضنا القاطع لما يتردد عن عقد جلسات عرفية لتسوية الخلاف، لأن مثل هذه الممارسات تكرّس مناخ الإفلات من العقاب وتضعف الثقة في مؤسسات الدولة، كما تمثل التفافاً على القانون، في حين أن العدالة وحدها هي التي تضمن الأمن والاستقرار الحقيقيين.

أحداث طائفية داخل محافظة المنيا 

وأضافت مها عبدالناصر حيث أن دولة القانون يجب أن لا تعرف التهاون ولا تعترف بالعُرف حين يتعارض مع العدالة، ومن واجبنا جميعاً أن نصون وحدة الوطن ونحمي نسيجه من أي محاولة للتمزيق، عبر تطبيق القانون على الجميع بلا استثناء، وترسيخ ثقافة أن المصريين جميعاً شركاء متساوون في الحقوق والواجبات، لا تفرّقهم عقيدة ولا مذهب، بل تجمعهم راية واحدة هي الراية المصرية.

و أوضحت النائبة المصري كما نذكّر بأننا سبق وتقدمنا في مجلس النواب منذ أكثر من عامين بأول مشروع قانون لإنشاء "مفوضية مكافحة التمييز" تنفيذًا للاستحقاق الدستوري المنصوص عليه في الفقرة الأخيرة من المادة (53) من الدستور المصري، والتي نصت على أن "تلتزم الدولة باتخاذ التدابير اللازمة للقضاء على كافة أشكال التمييز، وينظم القانون إنشاء مفوضية مستقلة لهذا الغرض"

ورغم مرور ما يقرب من عشر سنوات على هذا النص الدستوري، لم يُناقش مشروع القانون حتى الآن، على الرغم من أنه يمثل أحد أهم الأدوات التشريعية لترسيخ المساواة وتعزيز قيم المواطنة ومنع تكرار مثل هذه الأحداث المؤسفة.

وفي هذا السياق فأننا نُشدد على أن إنشاء مفوضية مكافحة التمييز بات ضرورة وطنية عاجلة وليس ترفاً سياسياً، فهي التي ستعمل على رصد مظاهر التمييز والتعصب، ومعالجة الأسباب الاجتماعية والثقافية التي تُنتج مثل هذه التوترات، إلى جانب اقتراح السياسات والإجراءات الكفيلة بتعزيز ثقافة التعايش والسلام المجتمعي.

ونؤكد في الختام أن ما جرى في المنيا جرس إنذار جديد يستوجب وقفة حقيقية من الجميع؛ الدولة والأحزاب والمؤسسات الدينية والمجتمع المدني والإعلام، لمواجهة خطاب الكراهية والتعصب، والعمل على بناء وعي وطني جامع يقوم على قيم المساواة والاحترام المتبادل والمواطنة الكاملة، حيث أن ترك مثل هذه الأحداث تمرّ دون محاسبة حقيقية أو مواجهة فكرية ومجتمعية حازمة يعني أننا نسمح لتكرارها في المستقبل بصورة أوسع وأكثر خطورة.

تم نسخ الرابط