أزمة دبلوماسية تشتعل بين بوغوتا وواشنطن: رئيس كولومبيا يجرّ ترامب إلى القضاء بتهمة القدح والذم

تصاعد التوتر بين كولومبيا والولايات المتحدة إلى مستوى غير مسبوق بعد إعلان الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو عزمه ملاحقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قضائيًا داخل الأراضي الأميركية. 

القرار الذي هزّ الأوساط السياسية في واشنطن وبوجوتا معًا جاء بعد تصريحات مسيئة أطلقها ترامب ووصَف فيها بيترو بـ"البلطجي"، ما فتح الباب أمام مواجهة قانونية ودبلوماسية محتدمة بين البلدين الحليفين منذ أكثر من قرنين.

رئيس كولومبيا يرد قانونيًا على “إهانة ترامب”

أكد الرئيس جوستافو بيترو في تصريحات رسمية أنه سيتخذ كل الإجراءات القانونية الممكنة داخل الولايات المتحدة للدفاع عن نفسه، موضحًا أنه استعان بفريق من المحامين الأميركيين لرفع دعوى قضائية ضد ترامب بتهمة القدح والذم.
وأشار بيترو إلى أن ما صدر عن الرئيس الأميركي يمثل “افتراءً علنيًا” على شخصه وعلى الدولة الكولومبية، معتبرًا أن مثل هذه التصريحات لا يمكن أن تمر دون رد قانوني، خاصة بعد أن أُطلقت على الأراضي الأميركية وبحضور وسائل الإعلام الدولية.

علاقة الحليفين على المحك

تشهد العلاقات بين كولومبيا والولايات المتحدة أسوأ فتراتها منذ عقود. 

ورغم التاريخ الطويل من التعاون العسكري والسياسي بين البلدين، فإن الخلافات الأخيرة بين الرئيسين دفعت العلاقات إلى حافة الأزمة.

فقد تبادل الطرفان الإهانات العلنية خلال الأشهر الماضية، حيث انتقد ترامب السياسات اليسارية لبيترو واصفًا إياها بـ“الفوضوية والخطرة”، بينما رد الرئيس الكولومبي باتهام ترامب بـ“ازدراء المؤسسات الديمقراطية وإشاعة الكراهية”.

سفير كولومبيا: تصريحات ترامب تهدد قرنين من العلاقات

عبّر السفير الكولومبي لدى واشنطن دانيال جارسيا بينا عن “صدمته العميقة” من تصريحات ترامب، مؤكّدًا أنها تشكّل تهديدًا مباشرًا للعلاقات الثنائية الممتدة منذ مئتي عام.

وقال السفير في تصريحات لوكالة “فرانس برس” إن بلاده استدعته للتشاور بعد تصاعد حدة الخطاب من الجانب الأميركي، مشددًا على أن ما صدر عن ترامب غير مقبول ولا يمكن تبريره تحت أي ظرف.
وأضاف بنبرة غاضبة أن التهديدات والاتهامات التي أطلقها ترامب بلا أي أساس واقعي، وتشكل إساءة بالغة للشعب الكولومبي ورئيسه المنتخب ديمقراطيًا.

واشنطن أمام اختبار جديد

القضية التي يعتزم بيترو رفعها في الولايات المتحدة قد تشكل سابقة سياسية ودبلوماسية نادرة بين بلدين حليفين. 

ويرى مراقبون أن الخطوة قد تفتح بابًا جديدًا من الجدل داخل الساحة الأميركية، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية وعودة ترامب إلى دائرة الضوء السياسية.
ويرجح محللون أن تشكل هذه المواجهة اختبارًا حقيقيًا لمدى قدرة المؤسسات الأميركية على التعامل مع دعاوى قضائية ذات طابع سياسي ضد أحد أبرز المرشحين المحتملين للرئاسة الأميركية المقبلة.
المواجهة بين ترامب وبيترو لم تعد مجرد سجال إعلامي، بل تحولت إلى نزاع قانوني قد يعيد رسم شكل العلاقات بين كولومبيا والولايات المتحدة. 

وبينما يصرّ الرئيس الكولومبي على الدفاع عن كرامة بلاده أمام ما وصفه بـ"الافتراءات الأميركية"، يراقب العالم كيف ستتعامل واشنطن مع دعوى قد تضع رئيسها الحالي في مواجهة قضاء بلاده أمام أنظار العالم.