واشنطن تفتح النار من بعيد: ضوء أخضر لأوكرانيا لضرب العمق الروسي

قرار أميركي جديد يغير قواعد اللعبة في الحرب الأوكرانية، بعد أن رفعت إدارة الرئيس دونالد ترامب القيود التي كانت تمنع أوكرانيا من استخدام صواريخ بعيدة المدى داخل الأراضي الروسية، في خطوة تحمل أبعادًا عسكرية وسياسية كبرى،
وقد تشعل مستوى جديدًا من التصعيد بين موسكو والغرب، التحرك الأميركي يمنح أوكرانيا حرية أكبر في تنفيذ هجمات دقيقة، بينما يثير تساؤلات حول نيات واشنطن واستراتيجيتها تجاه الكرملين.
رفع القيود الأميركية يمنح أوكرانيا حرية أوسع للهجوم
مصادر أميركية كشفت أن البيت الأبيض قرر مؤخرًا رفع أحد أهم القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا لصواريخ بعيدة المدى حصلت عليها من حلفائها الغربيين.
القرار سمح للقوات الأوكرانية بتكثيف ضرباتها داخل العمق الروسي، ما يضاعف الضغط العسكري والسياسي على موسكو.
الخطوة، التي لم تُعلن رسميًا بعد، تضمنت نقل صلاحيات الإذن بتنفيذ الهجمات من وزير الدفاع بيت هيجسيث إلى القائد الأعلى للقوات الأميركية في أوروبا الجنرال أليكسوس جرينكويش، الذي يقود أيضًا قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو".
هذا التغيير الإداري يُنظر إليه كإشارة واضحة إلى استعداد واشنطن لتوسيع نطاق الدعم العسكري لكييف.
صواريخ "ستورم شادو" تفتح جبهة جديدة داخل روسيا
هيئة الأركان الأوكرانية أعلنت أن قواتها استخدمت صاروخ كروز بريطاني الصنع من طراز "ستورم شادو" لضرب مصنع روسي في مدينة بريانسك، ينتج مواد متفجرة ووقودًا للصواريخ.
العملية وُصفت بأنها "ضربة ناجحة" اخترقت الدفاعات الجوية الروسية، وفقًا لما أوردته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.
هذه الصواريخ التي يتجاوز مداها 180 ميلًا، تمنح كييف قدرة نوعية على استهداف مواقع حساسة داخل الأراضي الروسية، رغم أنها لا تقارن في مداها مع صواريخ "توماهوك" الأميركية التي قد يصل مداها إلى أكثر من 1600 كيلومتر.
ترامب بين الضغط على موسكو والرغبة في إنهاء الحرب
الرئيس ترامب كان قد ألمح في أكتوبر إلى رغبته في دفع موسكو نحو مفاوضات سلام، وناقش حينها فكرة إرسال صواريخ "توماهوك" إلى أوكرانيا، قبل أن يتراجع عن الطرح لاحقًا.
لكن القرار الجديد برفع القيود يعكس تغيرًا ملموسًا في موقف إدارته تجاه الصراع.
مسؤول في البيت الأبيض قال إن “هذه الحرب ما كانت لتحدث لو كان الرئيس ترامب في المنصب”، مشيرًا إلى أن الرئيس الأميركي يسعى حاليًا لإنهائها عبر ضغوط سياسية واتفاقات عسكرية جديدة مع حلفاء الناتو، تسمح لهم بشراء أسلحة أميركية الصنع بسهولة أكبر.
تصعيد جديد يهدد فرص الحل الدبلوماسي
المراقبون يرون أن السماح لأوكرانيا بتوسيع نطاق عملياتها داخل روسيا قد يؤدي إلى تصعيد غير مسبوق، ويعقّد مساعي التوصل إلى حل سياسي للحرب المستمرة منذ عامين.
ورغم أن صواريخ "ستورم شادو" لا تمثل تحولًا جذريًا في موازين القوى، إلا أن استخدامها في العمق الروسي يُعد مؤشرًا واضحًا على دخول الصراع مرحلة أكثر جرأة وخطورة.