ترامب يحسم الجدل: وقف النار في غزة مستمر رغم الغارات الإسرائيلية وتصاعد الاتهامات

تأكيد جديد من الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعيد الأمل إلى مشهد معقد في الشرق الأوسط، بعدما أعلن أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس ما زال قائماً رغم الغارات الإسرائيلية الأخيرة على القطاع.
تصريحات ترامب جاءت في وقت تتصاعد فيه الاتهامات المتبادلة بين تل أبيب وحماس بشأن خروق الاتفاق، وسط مخاوف من انهيار الهدنة وعودة المواجهات إلى مربعها الأول.
ترامب يؤكد التزام الهدنة ويحمّل متمردين المسؤولية
تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب جاءت لتضع النقاط على الحروف بعد أيام من التوتر الميداني.
وأوضح ترامب، خلال حديثه للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، أن وقف إطلاق النار لا يزال سارياً، مشيراً إلى أن قيادة حركة حماس لم تكن متورطة في الخروق الأخيرة.
وأكد أن ما جرى ناتج عن تصرفات “بعض المتمردين داخل الحركة”، مؤكداً أن الأمر سيتم التعامل معه “بحزم ولكن كما يجب”.
ويعد هذا الموقف أول تعليق مباشر من الرئيس الأميركي منذ تجدد الغارات الإسرائيلية على غزة، ما يعكس رغبة واشنطن في تثبيت الهدنة وتفادي انزلاق الأوضاع إلى مواجهة شاملة جديدة.
إسرائيل تعلن استئناف العمل بالاتفاق بعد سلسلة غارات
الجيش الإسرائيلي أعلن مساء الأحد أنه سيعاود تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بعد سلسلة غارات “مكثفة” استهدفت مواقع قال إنها تابعة لحركة حماس.
وجاء في بيان صادر عن الجيش أن القرار جاء بناء على توجيهات المستوى السياسي، موضحاً أن الغارات جاءت رداً على خروق نفذتها حماس، قبل أن يضيف أن الجيش سيواصل تطبيق الاتفاق وسيرد بقوة على أي انتهاك جديد.
وأكد مسؤول عسكري إسرائيلي أن تل أبيب رصدت ثلاث حوادث لإطلاق نار من جانب حماس باتجاه قوات إسرائيلية خلف الخط الأصفر، وهو المنطقة التي انسحبت إليها القوات وفق اتفاق وقف إطلاق النار.
حماس تنفي الاتهامات وتحذر من انهيار الهدنة
في المقابل، نفت حركة حماس أي خرق للاتفاق، مؤكدة التزامها الكامل ببنوده.
وأوضحت الحركة، في بيان نشرته عبر قناتها على تليجرام، أن الوسطاء والضامنين لم يقدموا أي دليل على خرق من جانبنا، محملة إسرائيل مسؤولية أي تدهور محتمل في الأوضاع.
كما دعت حماس المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف الاعتداءات المتكررة، مشددة على أن التزامها بالتهدئة نابع من حرصها على حماية المدنيين وتجنب التصعيد.
واشنطن بين ضبط الإيقاع ومخاوف الانفجار
في خضم هذه التطورات، أقر نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس بعدم وجود بنية أمنية كافية لضمان نزع سلاح حماس، وهو ما يعقد مهمة الحفاظ على الهدوء.
وتعمل الإدارة الأميركية حالياً على التواصل مع الأطراف الإقليمية لضمان استمرار وقف إطلاق النار، وسط تحذيرات من أن أي تصعيد جديد قد يهدد بانفجار شامل في المنطقة.
ويبقى الموقف الأميركي، كما يرى مراقبون، عاملاً حاسماً في تثبيت التهدئة، خصوصاً أن واشنطن تمارس دور الوسيط بين تل أبيب وحماس في ظل غياب ثقة متبادلة بين الطرفين.
التطورات الأخيرة تضع اتفاق وقف إطلاق النار على المحك، بينما تسعى واشنطن لتثبيت الهدنة ومنع عودة الدخان إلى سماء غزة.
وبين نفي حماس وتهديدات إسرائيل، يظل تصريح ترامب بمثابة بارقة أمل مؤقتة، في انتظار أن تحسم الأيام المقبلة ما إذا كانت الهدنة ستصمد أم ستنهار تحت نيران الاتهامات المتبادلة.