شباب يطالبون بالمحاسبة وإصلاح التعليم قبل كأس أفريقيااحتجاجات الجيل زد في المغرب: الملاعب لا تُطعم الجياع

تتصاعد موجة الغضب في الشارع المغربي مع اقتراب موعد استضافة البلاد لبطولة كأس الأمم الأفريقية في ديسمبر المقبل، حيث خرج المئات من شباب حركة "الجيل زد 212" في مظاهرات جديدة للمطالبة بالإصلاح والمساءلة، رافعين شعار "الملاعب هنا.. ولكن أين المستشفيات؟".

شباب يواجهون الفساد ويدعون لمقاطعة المباريات
شهدت مدن مغربية عدة، بينها الدار البيضاء وطنجة، تظاهرات حاشدة نظمها مئات من الشباب المنتمين لحركة "الجيل زد 212"، الذين أكدوا رفضهم لما وصفوه بـ"تجاهل الحكومة لمطالبهم الاجتماعية والمعيشية".
المحتجون دعوا إلى مقاطعة مباريات كأس الأمم الأفريقية، مؤكدين أن بناء الملاعب الجديدة لا يجب أن يكون على حساب التعليم والرعاية الصحية، واعتبروا أن الأولوية ينبغي أن تُمنح لمصلحة المواطن وليس للعروض الرياضية.
غضب متجدد بعد خطاب الملك
الاحتجاجات جاءت بعد خطاب العاهل المغربي الملك محمد السادس أمام البرلمان، والذي لم يتطرق بشكل مباشر إلى حركة "الجيل زد 212" أو مطالبها بإقالة رئيس الوزراء عزيز أخنوش.
الملك أكد في خطابه أن المشاريع الكبرى والبرامج الاجتماعية لا تتعارض، بل تسير جنبًا إلى جنب لتحقيق التنمية وتحسين معيشة المواطنين، وهو ما فسره المحتجون بأنه "رد غير مباشر" على انتقاداتهم للحكومة.
أين المستشفيات؟.. هتاف يتصدر المظاهرات
رفع المتظاهرون شعارات تعبر عن الاستياء من إنفاق المليارات على البنية التحتية الرياضية في وقت يعاني فيه القطاعان الصحي والتعليمي من ضعف حاد.
وردد المحتجون هتافات مثل "الملاعب هنا.. ولكن أين المستشفيات؟"، في إشارة إلى الفجوة المتزايدة بين الاهتمام بالرياضة وبين حاجات المواطن الأساسية.
كما طالبوا بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الذين تم توقيفهم في الاحتجاجات السابقة، مؤكدين استمرارهم في التظاهر حتى تحقيق العدالة والمساءلة.
تعليم متدهور وغضب من النخبة السياسية
ركزت حركة "الجيل زد" في احتجاجاتها على تدهور التعليم الحكومي واتساع الفجوة بين المدارس العامة والخاصة.
وأعرب المشاركون عن استيائهم من النخبة السياسية التي ترسل أبناءها إلى المدارس الخاصة، معتبرين ذلك "دليلًا على فقدان الثقة في النظام التعليمي الذي تشرف عليه الحكومة".
عدد من المتظاهرين الذين تحدثوا إلى وكالة "أسوشيتد برس" رفضوا الكشف عن أسمائهم خوفًا من الاعتقال أو الملاحقة الأمنية، مؤكدين أن هدفهم ليس الفوضى بل الإصلاح الحقيقي.

رسالة الجيل زد: "لن نُسكت بعد اليوم"
يؤكد ناشطو الحركة أن احتجاجاتهم لن تتوقف رغم التهديدات والاعتقالات، وأنهم يمثلون صوت الجيل الجديد الذي يرفض الصمت على الفساد وسوء الإدارة.
ويرى مراقبون أن هذه الاحتجاجات تمثل تحديًا متناميًا للحكومة المغربية مع اقتراب البطولة القارية، خاصة في ظل دعوات المقاطعة التي قد تؤثر على صورة المغرب أمام العالم.