باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

نصر نعيم يكتب: البنزين للحكومة.. وللشعب السولار

تفصيلة

هل كانت الـ 28 مليار جنيه (هي قيمة المبلغ الذي وفرته الحكومة من الزيادة الأخيرة لمواد البترول)، تستحق أن «تنفض» فيه الحكومة جيوب المصريين؟!. بالطبع استفهام يتبعه ألف علامة تعجب من «فرق التوقيت» بين «خيال» الحكومة و«واقع» الشعب، الذي يزحف خلف لقمة العيش، ويعجز عن اللحاق بركب الأسعار التي تقفز بسرعة الصاروخ متحديا التصريحات المتتالية حول انخفاض السلع، وللحقيقة لم تعد تلك «الطبطبة» ونبرة الحنان في صوت الدكتور مدبولي تقنع الناس أن الحكومة تدرك التفاوت بين البيانات الرسمية ومحنة وهموم الناس خلف الجدران التي تتلحف بستر الله من فضيحة الفقر وذل العوز.

زيادة البنزين الأخيرة والسولار بتلك النسبة الكبيرة تفقد أي تصريحات قيمتها حول إحساس الحكومة بهموم المواطنين أو حتى العلم بها، خاصة مع التفاوت «غير المسبوق» بين الدخول وتكاليف المعيشة الباهظة، ووفق المعادلات الاقتصادية البديهية الزيادة الأخيرة سوف تنعكس بشكل مباشر على زيادة تعريفة الركوب وفي ارتفاع أسعار كل السلع مع الزيادة في تكاليف نقلها، كما تضيف عبئا كبيرا على المزارعين، الذين يستخدمون السولار في ري أرضهم وارتفاع تكاليف الزراعية ما يعني زيادة مضاعفة في أسعار المنتجات الزراعية مع ارتفاع كلفة النقل..

تساؤل متاح يطرح نفسه بقوة كانت إجابته ربما تخفف من عبء القرارات الأخيرة، وهي لماذا لم تلجأ الحكومة لزيادة أقل من هذه؟! ولماذا لم تفكر في بدائل أقل قسوة من عاصفة الزيادة الجديدة؟.. فكان يكفي زيادة أسعار بنزين 95 الذي تستخدمه السيارات الحديثة لمالكيها  المقتدرين، «اللهم لاحسد»، وكان يمكن أن ترفع أسعار باقي فئات البنزين بقيمة أقل مع ترك سولار الفقراء بدون زيادة.. ولماذا لم تقسم الحكومة على سبيل المثال تلك الزيادة على مرحلتين كـ أهون الشرور؟.

عيب قرارات رفع الدعم أنها لا تخضع لخريطة مجتمعية واضحة لتقييم الأضرار على تلك الفئات، قبل أن تسحقها القرارات العشوائية بالزيادة، بدون دراسة معمقة والأخذ بأسباب كل التبعات، بما فيها الأعراض النفسية السيئة، والدعاية العكسية والتشبع بأفكار من عينة «مفيش فايدة»، و «اليوم الجاي أصعب من اللي راح»، التي انتابت المواطنين مع تطبيق الزيادة والتي تبعها زيادات ملموسة في كل السلع والخدمات وبالطبع كثير منها مبالغ فيه ولا يحترم حتي تسعيرة المحافظين.. كان يكفي الحكومة أن ترفع أسعار بنزين الأثرياء وتترك السولار للشعب!.
 

تم نسخ الرابط