أيهما أفضل للاستثمار الآمن في 2025.. الذهب أم الفضة؟

في وقت تتقلب فيه الأسواق العالمية بين موجات تضخم مرتفعة وتوترات جيوسياسية متصاعدة، عاد بريق المعادن النفيسة ليتصدر المشهد الاستثماري من جديد، فبين الذهب الذي حافظ على مكانته كـ"ملاذ آمن" للمستثمرين وسط العواصف الاقتصادية، والفضة التي قفزت بأسعارها مدفوعة بالطلب الصناعي المتزايد خلال عام 2025. 
ومن هنا برز السؤال الأهم أيهما أفضل للاستثمار في 2025.. الذهب أم الفضة؟.

1710 جنيهات خلال عشرة أشهر

فمنذ بداية العام الحالي، واصل الذهب رحلة صعود قوية مدفوعة بالتقلبات الاقتصادية العالمية والتوترات الجوسياسية، وسجل عيار 21 في مصر نحو 3730 جنيهًا في الأول من يناير، وسجل اليوم 12 أكتوبر نحو 5440 جنيهًا، بزيادة 1710 جنيهات خلال عشرة أشهر فقط.

يرجع الخبراء هذا الارتفاع إلى تراجع الدولار الأمريكي وتوجه البنوك المركزية حول العالم إلى سياسات نقدية أكثر تيسيرًا، ما عزز الطلب المؤسسي على الذهب كأداة للتحوط ضد التضخم والمخاطر الجيوسياسية.

البنوك المركزية تعزز احتياطها من الذهب

وفي هذا السياق، قال الخبير في أسواق المعادن النفيسة أندرو نايلور إن البنوك المركزية تمثل حاليًا نحو 20% من الطلب العالمي السنوي على الذهب، موضحًا أنها لعبت دورًا محوريًا في دعم الأسعار، خاصة مع استمرار حالة القلق الاقتصادي وارتفاع مؤشرات المخاطر الجيوسياسية.

وأكد أن الذهب يختلف عن الأسهم والعملات المشفرة، لأنه أصل مالي لا يعتمد على أداء قطاع معين، ولا يحمل مخاطر الطرف الثالث، ما يجعله أحد أهم أدوات التحوط في فترات الاضطراب.

مكاسب قياسية للفضة

أما الفضة فقد تفوقت على الذهب من حيث نسبة المكاسب منذ بداية العام، إذ تجاوزت ارتفاعاتها 70%، مدعومة بالطلب الصناعي المتزايد على المعدن في مجالات الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية والبطاريات، فضلًا عن ندرة المعروض العالمي.

أيهما أفضل للاستثمار؟

ويرى نايلور أن الفضة تختلف جوهريًا عن الذهب من حيث الوظيفة الاستثمارية رغم هذه الزيادة، وأضاف أن الفضة تعد سلعة صناعية في المقام الأول، بينما يُنظر إلى الذهب كأصل مالي يُستخدم للتحوط وتنويع المحافظ الاستثمارية".

وأشار إلى أن أداء الفضة يرتبط بقوة بالنشاط الاقتصادي العالمي، ما يجعلها أكثر تذبذبًا من الذهب في فترات الركود أو الانكماش، على الرغم من جاذبيتها في دورات النمو الصناعي.

الذهب يتفوق على الفضة
 

ويرى محللون أن القرار بين الذهب والفضة يعتمد على نوع المستثمر وأهدافه، فالذهب يظل الخيار المفضل لمن يبحث عن الاستقرار والأمان طويل المدى، خصوصًا في ظل الأوضاع الجيوسياسية الحالية، بينما الفضة قد تكون خيارًا جذابًا لمن يسعى إلى عوائد أعلى على المدى القصير، مع تحمل قدر أكبر من المخاطر المرتبطة بدورات الصناعة العالمية.

وأوضح المحللون أن الاتجاه العام للأسواق يشير إلى استمرار الاهتمام بكلا المعدنين في 2025، لكن الذهب يظل "الملاذ الآمن"، فيما تظل الفضة رهان على النمو الصناعي لمن يتحمل المجازفة.