تحذيرات بريطانية من فقاعة مالية تقودها طفرة الذكاء الاصطناعي

في تقرير صادم أثار قلق الأوساط الاقتصادية، دقّ بنك إنجلترا ناقوس الخطر محذرًا من عاصفة مالية تلوح في الأفق قد تهز النظام المالي العالمي، إذا ما تزعزعت ثقة المستثمرين في مستقبل الذكاء الاصطناعي أو في استقلالية الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وصف التقرير الفصلي للجنة السياسة المالية بالبنك الوضع الراهن بأنه “يشبه أجواء فقاعة الإنترنت” في مطلع الألفية، مؤكدًا أن أسعار الأسهم الأمريكية وصلت إلى مستويات مبالغ فيها، ما يرفع احتمالات تصحيح حاد ومفاجئ قد يعصف بالأسواق خلال الفترة المقبلة.
وأشار البنك إلى أن أي تدخلات سياسية أو ضغوط على الفيدرالي الأمريكي قد تؤدي إلى إعادة تسعير عنيفة لأصول الدولار، تتبعها موجة تقلبات عنيفة في الأسواق العالمية.
تأثيرات مباشرة على الاقتصاد البريطاني
ورجّح التقرير أن تتأثر المملكة المتحدة بشكل فوري في حال اهتزت الأسواق الأمريكية، نظرًا للارتباط الوثيق بين عوائد السندات البريطانية ونظيرتها الأمريكية.
وقد وصلت بالفعل عوائد السندات طويلة الأجل في بريطانيا إلى أعلى مستوى لها منذ عام 1998، ما يثير المخاوف من ارتفاع تكلفة الاقتراض الحكومي بشكل غير مسبوق.
فقاعة الذكاء الاصطناعي
وسلّط بنك إنجلترا الضوء على الطفرة غير المسبوقة في أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة مثل إنفيديا، مايكروسوفت، آبل، أمازون، وألفابت، مشيرًا إلى أنها تمثل الآن أكثر من 30% من القيمة السوقية لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500" — وهو أعلى تركّز تشهده المؤشرات الأمريكية منذ نصف قرن.
ويرى البنك أن هذه الهيمنة المفرطة تجعل الأسواق عرضة لهزة قوية، إذا تراجعت التوقعات بشأن العوائد المستقبلية لمشروعات الذكاء الاصطناعي، خاصة مع تزايد المضاربات والتكدّس في تلك الأسهم.
استقرار حذر في الداخل البريطاني
ورغم العواصف التي تهدد الأسواق العالمية، أكد البنك أن النظام المالي البريطاني لا يزال مستقرًا نسبيًا، لكنه يواجه ضغوطًا مستمرة من التضخم وارتفاع أسعار الفائدة.
وأوضح أنه لم يغيّر أدواته التنظيمية، محافظًا على نسبة احتياطي رأس المال المضاد للدورة الاقتصادية عند 2%.
مراقبة لصيقة للعالم الخارجي
ويأتي هذا التحذير في وقت تتزايد فيه المخاوف من دخول الاقتصاد العالمي مرحلة فقاعة جديدة تقودها طفرة الذكاء الاصطناعي والسياسات النقدية الأمريكية المتقلبة، ليؤكد بنك إنجلترا مجددًا أنه يراقب التطورات الدولية عن كثب، تحسبًا لأي صدمة قد تمتد إلى الاقتصاد البريطاني.