أين اختفت إمبراطورية أحمد بهجت بعد تولي أبنائه الإدارة؟.. معلومات صادمة

حين يُذكر اسم أحمد بهجت، يتبادر إلى الأذهان واحد من أكثر رجال الأعمال المصريين حضورًا في العقود الأخيرة.

رجل بدأ مسيرته من قاعات الجامعات، وحقق نجاحات علمية عالمية، قبل أن يعود إلى مصر ليبني إمبراطورية اقتصادية ضخمة تشمل العقارات والإعلام والصناعة والسياحة.

لكن هذه الإمبراطورية لم تصمد طويلًا أمام الأزمات والديون، حتى انهارت تحت وطأة الأحكام القضائية، ليجد أبناؤه أنفسهم أمام تحدٍ عسير،  فكيف يُعيدون ترتيب ما تبقى من تركة ثقيلة تركها والدهم؟

صاحب بوصلة مواقيت الصلاة

اخترع أحمد بهجت "بوصلة مواقيت الصلاة الإلكترونية" خلال فترة تواجده في أمريكا التي لاقت رواجًا عالميًا، وبدأ أولى خطواته في عالم ريادة الأعمال بشركة أسسها مع مجموعة من المهندسين.

أول كومباوند في مصر وأفريقيا

وبعد لقائه بالرئيس حسني مبارك عام 1984، قرر العودة إلى مصر ليبدأ بناء إمبراطوريته.

وكان أول إنجاز عقاري ضخم له هو مشروع "دريم لاند" بمدينة السادس من أكتوبر، الذي اعتُبر آنذاك أول تجمع سكني متكامل أو "كومباوند" في مصر وإفريقيا.

دريم بارك

بعدما انتهى رجل الأعمال الراحل أحمد بهجت من دريم لاند، شيد بجانبه "دريم بارك"، أكبر مدينة ملاهي في الشرق الأوسط.

ولم يكتف أحمد بهجت بالعقارات فقط، بل دخل مجال الصناعة عبر مصانع "جولدي" للإلكترونيات.

صاحب أول قناة فضائية خاصة في مصر

أسس الراحل أحمد بهجت أول قناة فضائية خاصة في مصر، "قناة دريم"، التي لعبت دورًا بارزًا في الإعلام المصري.

بداية الانهيار

بدأت أزمة ديون أحمد بهجت مع البنوك المصرية، حيث تراكمت المديونيات لتصل إلى نحو 4 مليارات جنيه، ومع فشل التسويات، صدر حكم تحكيمي عام 2011 لصالح بنكي الأهلي ومصر ببيع معظم أصوله العقارية.

تبخر امبراطورية أحمد بهجت

شملت هذه الأصول أراضٍ واسعة تتجاوز 3 ملايين متر مربع في "دريم لاند"، بالإضافة إلى فنادق شهيرة مثل "هيلتون دريم" و"شيراتون دريم" هلنان حاليًا، إلى جانب "دريم بارك" ومجمعات تجارية أخرى.

وفي 2017، تأكدت هذه الأحكام نهائيًا، وانتقلت ملكية الأصول إلى الشركة المصرية لإدارة الأصول العقارية والاستثمار المملوكة للبنوك.

وهكذا، تبخرت أجزاء كبرى من إمبراطورية أحمد بهجت، ولم يتبق سوى بعض المصانع والأراضي والعلامات التجارية.

وفاة أحمد بهجت

في مايو 2021، رحل أحمد بهجت عن عمر 70 عامًا بعد صراع مع المرض، تاركًا وراءه تاريخًا حافلًا بالإنجازات والأزمات، رحيله لم يكن فقط فقدانًا لشخصية عامة، بل بداية فصل جديد أكثر تعقيدًا لعائلته، التي وجدت نفسها في مواجهة مسؤولية إدارة تركة متضخمة بالديون والمشاكل القانونية.

ماذا بعد تولي أبناءه الإمبراطورية؟ 

بعد تولي الأبناء إدارة ما تبقى من المجموعة، اكتشفوا حقائق صادمة عن وضع الإمبراطورية.

فقد كان والدهم يغطي خسائر المصانع الخاسرة من أمواله الخاصة، حرصًا على بقاء العمالة وعدم توقف الإنتاج، لكن الأبناء لم يتمكنوا من الاستمرار على النهج نفسه.

إغلاق 4 المصانع وتسريح 1900 عامل

قرر أبناء أحمد بهجت إغلاق 4 مصانع غير مربحة كانت تحقق خسائر متراكمة، ما أدى إلى تسريح نحو 1900 عامل.ط، ورغم قسوة القرار، إلا أنهم دفعوا تعويضات مالية بلغت 110 ملايين جنيه لتسوية حقوق العمال.

و استمرت 3 مصانع فقط، أبرزها مصنع "ألو جلاس" للألومنيوم والإنشاءات الذي يشارك في مشروعات كبرى، ومصنع مكونات البوتاجازات الموردة لشركة سامسونج، ومصنع السماعات لشركة جنرال موتورز.

دريم لاند ودريم بارك

يواصل الأبناء تطوير ما تبقى من أراضي "دريم لاند" وبيعها تدريجيًا، بالإضافة إلى تشغيل "دريم بارك" والمول التجاري.

فنادق المجموعة لا تزال تحقق نسب إشغال مرتفعة بفضل موقعها القريب من الأهرامات، وهو ما ساعد على استمرار عوائد مالية مهمة.

المفاجأة الكبرى

قرر أبناء أحمد بهجت وعلى رأسهم "عمر"، قطع الطريق أمام أي سيناريو مشابه لما جرى لوالدهم، فرفضوا تمامًا الاقتراض من البنوك، مفضلين الاعتماد على التمويل الذاتي من الأرباح، كما رفضوا أيضًا فكرة طرح الشركة في البورصة، حرصًا على السيطرة الكاملة على أعمال العائلة.

أين اختفت الإمبراطورية؟

تلاشت إمبراطورية أحمد بهجت بشكل شبه كامل بين عامي 2011 و2017 بعد صدور الأحكام القضائية ببيع معظم أصوله، وما تبقى اليوم ليس سوى بقايا موزعة بين مصانع محدودة وأراضي يتم تطويرها وفنادق تحقق مردودًا جيدًا.