رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

900 ألف دولار في خمسة أشهر.. تفاصيل تورط البلوجرز في تجميل عدوان إسرائيل

نتينياهو
نتينياهو

لم تعد الحروب تُخاض بالسلاح وحده، فاليوم تتحرك الجيوش على منصات التواصل كما تتحرك على الأرض،  هذا ما تكشفه وثائق أمريكية مسجّلة ضمن قانون تسجيل الوكلاء الأجانب (FARA)، والتي أظهرت أن إسرائيل رصدت ملايين الدولارات لبناء ما يشبه جيشا موازيا من المؤثرين، هدفه تلميع صورتها وتخفيف الضغط الدولي المتزايد مع استمرار حربها على غزة.

القضية خرجت إلى العلن بعد تقرير نشره موقع Responsible Statecraft في 30 سبتمبر 2025 بعنوان "إسرائيل تدفع للمؤثرين 7 آلاف دولار مقابل البوست الواحد"،  التقرير اعتمد على وثائق رسمية، وهو ما يعطيه ثقلا خاصا، إذ لم يعد الحديث مجرد تكهنات أو تسريبات غير مؤكدة، بل مستندات قانونية موقعة وموثقة في الولايات المتحدة.

المثير أن هذه الخطط لم تخف عن الخطاب السياسي الإسرائيلي،  ففي اجتماع رسمي تحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن "المجتمع المؤثر" باعتباره أداة قتال أساسية، قائلاً: "علينا أن نقاتل… كيف نقاتل؟ مؤثرونا… يجب أن تتحدثوا معهم إذا سنحت الفرصة؛ هم مهمون جدًا"،  بكلمات أخرى، تحولت المنصات الرقمية في نظر القيادة الإسرائيلية إلى ساحة معركة تستحق تعبئة موارد الدولة.

الوثائق أوضحت أن المشروع يعمل تحت اسم "Esther Project"، وهو اسم يثير الانتباه لتشابهه مع مبادرة أخرى تحمل نفس الاسم في مؤسسة Heritage Foundation الأمريكية، التي بدورها تنشط في الدفاع عن الرواية الإسرائيلية،  أما التمويل فقد مر عبر شركة Bridges Partners، ومقرها واشنطن قرب الكابيتول هيل، والتي تعاونت مع وزارة الخارجية الإسرائيلية ونقلت الفواتير عبر شركة الإعلانات الألمانية Havas Media Group.

وبلغة الأرقام، خصصت إسرائيل نحو 900 ألف دولار ما بين يونيو ونوفمبر 2025، وبعد خصم النفقات القانونية والإدارية ومصاريف الإنتاج، تبقى 552,946 دولار ذهبت مباشرة إلى المؤثرين خلال الفترة بين يونيو وسبتمبر.

الوثائق أشارت إلى أن المطلوب كان إنتاج ما بين 75 و90 منشورًا أو فيديو، وبقسمة المبالغ المتبقية على هذا العدد يتضح أن قيمة المنشور الواحد تراوحت بين 6,143 و7,372 دولار، أي ما يقارب سبعة آلاف دولار للبوست الواحد.

تم نسخ الرابط