وزير الخارجية يبحث مع مفتي الجمهورية تعزيز التعاون لمواجهة الإسلاموفوبيا
استقبل الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، اليوم الثلاثاء، فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بمقر وزارة الخارجية، وذلك لبحث آفاق التعاون المشترك بين الوزارة ودار الإفتاء المصرية.
أشاد وزير الخارجية خلال اللقاء بالدور الكبير الذي تضطلع به دار الإفتاء في نشر قيم الاعتدال والوسطية والتعايش السلمي، مثمنًا الجولات الخارجية الأخيرة لفضيلة المفتي في دول عدة منها سنغافورة وماليزيا وتايلاند، والتي تركت مردودًا إيجابيًا وأكدت على دور مصر الحضاري، باعتبارها رافدًا مهمًا من روافد القوة الناعمة المصرية.
وأكد وزير الخارجية أهمية تعزيز قنوات التواصل بين البعثات والسفارات المصرية في الخارج والمؤسسات الدينية الوطنية، بما يسهم في تنظيم ندوات ومحاضرات للجاليات المصرية، ويرسخ الهوية الثقافية والدينية الصحيحة، مشددًا على ضرورة مواجهة الحملات المضللة وخطاب الكراهية والإسلاموفوبيا.
كما أشار إلى أهمية التعاون تحت مظلة الأزهر الشريف بما يعزز تكامل الأدوار في نشر صحيح الدين وترسيخ القيم الوسطية.
وشدد الوزير على تطوير التعاون المؤسسي بين الجانبين من خلال تبادل الخبرات والتنسيق في مجالات التدريب والبحث والترجمة، مع تعزيز الشراكة بين مركز "سلام" التابع لدار الإفتاء والمراكز المتخصصة بوزارة الخارجية في مكافحة التطرف وخطاب الكراهية، إضافة إلى إتاحة فرص تدريبية لأمناء الفتوى والباحثين بدار الإفتاء بمعهد الدراسات الدبلوماسية بالوزارة.
من جانبه، أعرب فضيلة المفتي عن تقديره لوزير الخارجية وما يتمتع به من خبرة دبلوماسية ورؤية شاملة في إدارة ملفات السياسة الخارجية، مشيدًا بدور الخارجية المصرية في تعزيز حضور الدولة على الساحة الدولية، وبجهود السفارات المصرية في تهيئة الأجواء الملائمة لمشاركاته الدولية.
كما تبادل الجانبان الرؤى حول أبرز القضايا الراهنة في المنطقة، مؤكدين خطورة الأوضاع وضرورة تضافر الجهود السياسية والدينية لمواجهة التحديات، وصون مقدرات الأمة، ودعم مسارات الحوار والسلام.
وفي هذا السياق، تطرق الحديث إلى الدور المتنامي للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بما لها من ثقل عالمي من خلال مؤتمراتها وندواتها الدولية، ومن بينها مؤتمر "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي" الذي حظي بصدى واسع وأسهم في ترسيخ المنهج الوسطي.
وفي ختام اللقاء، أكد فضيلة المفتي التزام دار الإفتاء بمواصلة دورها الديني والوطني في خدمة قضايا الأمة، والعمل جنبًا إلى جنب مع مؤسسات الدولة لتعزيز صورة مصر عالميًّا كمنارة للوسطية والاعتدال، مشددًا على أن "الدبلوماسية الدينية" تمثل ركيزة أساسية تدعم الجهود السياسية في مواجهة التحديات، وأن التعاون مع وزارة الخارجية يفتح آفاقًا واسعة لتحقيق هذا الهدف.