رئيس الرقابة المالية: الاكتواريون صمام أمان صناعة التأمين واستقرارها في مصر
ألقى الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، الكلمة الرئيسية في افتتاح أعمال المنتدى الإقليمي لجمعية الاكتواريين (SOA) لعام 2025، الذي نظمته الجمعية بالقاهرة، تحت رعاية الهيئة وبالشراكة مع اتحاد شركات التأمين المصرية.
وأكد فريد أن مهنة الاكتواري تمثل ركيزة أساسية في تحقيق مستهدفات صناعة التأمين، من خلال وضع الأسس الفنية والحسابية لتسعير المنتجات التأمينية بمختلف فروعها، بما يضمن حماية حقوق حملة الوثائق وتعزيز الاستقرار المالي للشركات العاملة في السوق.
وأشار إلى استمرار جهود الهيئة في تأهيل الكوادر المهنية بالقطاعات المالية غير المصرفية، لافتًا إلى التعاون القائم بين اتحاد شركات التأمين وعدد من المؤسسات التعليمية، والذي أثمر عن تخريج الدفعة الأولى من دبلومة العلوم الاكتوارية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.
ونجح 15 طالبًا في اجتياز البرنامج، من بينهم 12 طالبًا بالمسار الأول و3 طلاب بالمسار الثاني الذين اجتازوا امتحان الرياضيات المالية لجمعية الخبراء الاكتواريين (SOA).
كما تم فتح باب التسجيل للدفعة الثانية خلال العام الجاري، تنفيذًا لبروتوكول التعاون الموقع نهاية عام 2023.
وأوضح فريد أن الدبلومات المهنية في هذا التخصص الحيوي ستسهم في تعزيز كفاءة وتنافسية سوق التأمين المصري عبر إمداده بكوادر متخصصة، مؤكدًا تطلعه إلى ما ستسفر عنه أعمال المنتدى من مخرجات تدعم تطوير التعليم الاكتواري محليًا وإقليميًا.
واستعرض رئيس الهيئة الجهود التشريعية والتنظيمية الأخيرة، وعلى رأسها إصدار قانون التأمين الموحد رقم 155 لسنة 2025، وتطبيق معايير المحاسبة الدولية IFRS 17 لتعزيز الاستقرار المالي والقدرة التنافسية للشركات.
من جانبه، قال ديف ديلون، نائب رئيس جمعية الاكتواريين (SOA) والرئيس القادم لها، إن استضافة المنتدى في القاهرة تمثل محطة مهمة لمهنة الاكتواريين في المنطقة، مؤكدًا أن الجمعية – التي تأسست عام 1889 وتضم أكثر من 34 ألف عضو – تعمل على تطوير التعليم الاكتواري عالميًا وتوسيع دور الاكتواريين في مواجهة التحديات المالية والتجارية.
أما علاء الزهيري، رئيس اتحاد شركات التأمين، فشدد على أن الخبير الاكتواري هو "العقل المفكر والضامن لاستدامة صناعة التأمين"، موضحًا أن الاتحاد يولي اهتمامًا كبيرًا بتأهيل الكفاءات وبناء القدرات بما يتماشى مع المعايير العالمية، لتعزيز القدرة التنافسية للشركات المصرية إقليميًا ودوليًا، مشيرًا إلى أن الاستثمار في رأس المال البشري هو الركيزة الأساسية للتنمية المستدامة بالقطاع.
واختتم الزهيري بالتأكيد على أن سد العجز في أعداد الاكتواريين المؤهلين يمثل ضرورة استراتيجية لدعم نمو سوق التأمين المصري وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي.