بن غفير يقود اقتحامًا جديدًا للأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال

في تصعيد جديد، جدّد وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، صباح الأحد، اقتحامه للمسجد الأقصى المبارك في القدس الشرقية المحتلة، تزامنًا مع ذكرى ما يسمّى "خراب الهيكل"، في خطوة عدّتها أوساط فلسطينية وعربية استفزازًا صارخًا لمشاعر المسلمين.
صلوات تلمودية في باحات الأقصى
بن غفير، زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، ترأس مجموعة من المستوطنين في أداء صلوات تلمودية داخل باحات المسجد، وسط تغطية إعلامية عبرية أبرزتها صحيفتا "يسرائيل هيوم" والقناة السابعة، حيث ظهر الوزير الإسرائيلي وهو يتلو صلوات عبر هاتفه المحمول محاطًا بعناصره المتطرفين.
وتزامن الاقتحام مع دخول مئات المستوطنين باحات المسجد، في مشهد بات يتكرر بتغطية من الشرطة الإسرائيلية التي تتبع إداريًا لبن غفير نفسه، وتوفر الحماية الكاملة لمثل هذه الاقتحامات رغم مخالفتها للوضع القانوني والديني القائم.
تحذيرات فلسطينية من مخطط تقويض الأقصى
السبت، كانت وزارة الخارجية الفلسطينية قد أطلقت تحذيرًا من دعوات استيطانية متطرفة لتنفيذ اقتحام واسع للمسجد في ذكرى "خراب الهيكل"، ووصفت الوزارة تلك الدعوات بأنها "إمعان إسرائيلي رسمي في استهداف الأقصى"، بهدف تكريس التقسيم الزماني تمهيدًا للتقسيم المكاني أو حتى الهدم الكامل، على حد تعبير البيان.
استغلال للعدوان على غزة والضفة
ويأتي اقتحام بن غفير الجديد في سياق أكثر خطورة، إذ يتزامن مع العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، الذي بدأ في 7 أكتوبر 2023، وتصفه جهات حقوقية ودوائر سياسية بأنه "حرب إبادة جماعية" تنفذها إسرائيل بدعم أمريكي مباشر.
كما يتوازى ذلك مع عمليات عسكرية دموية تشنها القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، حيث توسعت الاعتداءات لتشمل التهجير والاعتقالات والمداهمات اليومية.
يؤكد الفلسطينيون تمسكهم بالقدس الشرقية عاصمةً لدولتهم المأمولة، استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي ترفض الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على المدينة منذ احتلالها عام 1967، وضمها بشكل غير قانوني في 1980.
ويحذر مراقبون من أن تكرار اقتحامات بن غفير وحكومته لباحات الأقصى يمثل محاولة ممنهجة لفرض واقع تهويدي جديد على المسجد والمدينة، وسط صمت دولي مطبق وتواطؤ من بعض العواصم المؤثرة.