ميناء دمياط.. أول ميناء ذكي في مصر ينطلق نحو الريادة اللوجستية العالمية

في إطار خطة الدولة المصرية للتحول إلى مركز إقليمي للتجارة والخدمات اللوجستية، يواصل ميناء دمياط خطواته الحثيثة نحو مستقبل ذكي ومستدام، متحولًا من مجرد مرفق بحري إلى مركز إقليمي متكامل للخدمات البحرية والتجارة الدولية، ومكون أساسي في رؤية مصر 2030.
إرث بحري ضارب في التاريخ
منذ العصور الفرعونية، كان ميناء دمياط مركزًا استراتيجيًا يربط شمال مصر بجنوبها، واستقبل السفن من البحر المتوسط والمراكب النهرية من نهر النيل، ومع تعاقب العصور اليونانية والرومانية والإسلامية، ظل الميناء ركيزة أساسية في حركة التجارة وصناعة السفن.
مع بداية الثمانينيات، أعيد إحياء هذا الإرث برؤية جديدة، وأُنشئ ميناء دمياط الحديث بقرار جمهوري عام 1985، وافتُتح في يوليو 1986 ليبدأ عهدًا جديدًا من التحديث المستمر والتوسع.
اليوم، يمتد الميناء على مساحة تتجاوز 12.5 مليون م²، ويضم 36 رصيفًا بطول 9 كيلومترات، مدعومًا بشبكات برية، وسكك حديد، ونقل نهري، مما يجعله أحد أكثر الموانئ تكاملًا في المنطقة.
ميناء ذكي وصديق للبيئة
يُعد دمياط أول ميناء مصري يتجه للتحول الذكي منذ 2004، عبر الأنظمة الرقمية، و"النافذة الواحدة"، وتطبيق نظام OPS لتزويد السفن بالكهرباء، و"الوصول الآني" Just in Time، مما يقلل الانبعاثات ويحمي البيئة البحرية.
كما حصل على شهادات الجودة ISO، والبيئة، والسلامة المهنية، وطبق مدونة أمن السفن ISPS، ليصبح ضمن قائمة الموانئ "الخضراء" عالميًا.
مشروعات استراتيجية كبرى
ضمن رؤية الدولة، يشهد الميناء حاليًا تطويرات هائلة تشمل:
تشغيل محطة الحاويات "تحيا مصر 1" بطاقة 3.5 مليون حاوية
إنشاء محطة "تحيا مصر 2" متعددة الأغراض بطاقة 20 مليون طن
تدشين خط ملاحي "رورو" بين دمياط وتريستا الإيطالية
تعميق الممر الملاحي لاستقبال السفن العملاقة
توسعة شبكة الحبوب والغلال
دعم الصناعات التصديرية وربط الميناء بالدلتا والمدن الصناعية
نحو مستقبل لوجستي عالمي
ميناء دمياط اليوم يعد منصة لوجستية إقليمية متكاملة تُمثّل رهان مصر على المستقبل، بين الأذرع الميكانيكية، وأصوات الرافعات، وموج البحر، ينبض حلم مصري بقدرة تنافسية عالمية.